صواريخ خيبر: كل ما نعرفه عن المفاجأة الإيرانية تجاه إسرائيل

صواريخ خيبر: كل ما نعرفه عن المفاجأة الإيرانية تجاه إسرائيل

كتبت- سلمى سمير:

رغم الحديث مطولًا في عدد من المناسبات السابقة عن قدرات الصواريخ الإيرانية، إلا أنها لم تحظ بزخم كالمعهود حاليًا، خاصة مع تسليط الضوء عليها مع هجوم طهران الغير مسبوق على إسرائيل، خاصة الذي شنته فجر اليوم الأحد، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، قائلة إنها استخدمت فيه صاروخ “خيبر” إلى جانب عدد من الصواريخ الأخرى.

ماذا نعرف عن صاروخ خيبر؟

يحمل صاروخ “خيبر” اسمين متداخلين في دلالتهما؛ الأول “خيبر” المستمد من اسم غزوة خيبر الإسلامية التي دارت بين المسلمين واليهود في شبه الجزيرة العربية، والثاني “خرمشهر” نسبة إلى المدينة الإيرانية التي استعادت إيران السيطرة عليها بعد معارك دامية في الحرب الإيرانية العراقية.

ينتمي صاروخ “خيبر” إلى الجيل الرابع من عائلة صواريخ “خرمشهر” الباليستية، وقد سبقه ثلاثة أجيال. وقد تم الكشف لأول مرة عن الجيل الأول “خرمشهر-1” في 2017، خلال عرض عسكري بمناسبة “أسبوع الدفاع المقدس”، وبلغ طوله آنذاك 13 متراً بقطر 1.5 متر.

أما الجيل الثاني “خرمشهر-2″، فكُشف عنه عام 2019 وكان مزودًا برؤوس حربية موجهة، ويزن نحو 20 طناً. وفي مايو 2023، أزاحت طهران الستار عن “خرمشهر-4” دون تقديم معلومات عن “خرمشهر-3″، رغم تأكيد مصادر مقربة من وزارة الدفاع أنه تم تصنيعه ويتميز بقدرات تقنية فائقة، لكن لم يُكشف عنه لأسباب تتعلق بالأمن العسكري.

الحرب الإسرائيلية على إيران

القدرات التقنية لصاروخ “خيبر”

يمثل صاروخ “خيبر” نقلة نوعية في المنظومة الصاروخية الإيرانية، إذ يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويزن رأسه الحربي شديد الانفجار 1500 كيلوجرام. ويتميز بسرعته الخارقة، حيث تصل إلى 19,584 كلم/ساعة خارج الغلاف الجوي، و نحو 9792 كلم/ساعة داخله، ما يجعل اعتراضه عملية شبه مستحيلة بالنسبة لمنظومات الدفاع الجوي التقليدية، مثل “باتريوت” أو “مقلاع داوود”.

ويبلغ طوله 13 مترا، بينما يصل طول الرأس الحربي وحده إلى 4 أمتار. ومن أبرز خصائصه عدم احتوائه على جنيحات، وهو ما يقلل من مساحة الاحتكاك، ويساعد على تعزيز دقة التوجيه والسرعة.

الحرب الإسرائيلية على إيران

كما يتميز “خيبر” بإعداده السريع، حيث لا يستغرق تحضيره للإطلاق أكثر من 15 دقيقة، ويُطلق من منصة متحركة، ويعمل باستخدام وقود سائل يمكن تخزينه لمدة 3 سنوات في الخزانات، وتصل فترة صلاحيته إلى 10 أعوام.

يتزود “خيبر” بمحرك محلي الصنع يسمى “أروند”، ويعد من بين أكثر المحركات تطورا ضمن الترسانة الإيرانية العاملة بالوقود السائل. وتم دمج المحرك داخل خزان الوقود، مما أدى إلى تقليص طول الصاروخ وزيادة قدرة التمويه، إذ تصبح عملية تتبعه عبر الأقمار الصناعية أو أنظمة الرصد أكثر صعوبة.

الحرب الإسرائيلية على إيران

دقة الإصابة والتفوق الإلكتروني

بحسب وزارة الدفاع الإيرانية فإن دقة إصابة الصاروخ تصل إلى نحو 30 متراً فقط عند المدى الكامل، وذلك بفضل آلية التوجيه الدقيقة المستندة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمصممة لمساعدة الرأس الحربي على تعديل مساره خارج الغلاف الجوي وأثناء عودته إلى المجال الجوي الأرضي.

كما يتمتع الصاروخ بميزة تحصينه من الحروب السيبرانية، عبر فصل أنظمة التوجيه الإلكترونية بمجرد دخول الرأس الحربي الغلاف الجوي، ليصبح كتلة ميكانيكية خاملة لا تصدر أي إشارات يمكن تتبعها، ما يزيد من فرص اختراقه لمنظومات الدفاع الجوي المعادية.

الحرب الإسرائيلية على إيران

تركيبة فريدة للرأس الحربي

وصُمم الرأس الحربي لصاروخ “خيبر” على شكل مخروط ثلاثي، وهي بنية هندسية تساعد على الحفاظ على توازن الرأس أثناء المناورات العنيفة وخلال مرحلتي الهبوط والتوجيه النهائي. رغم أن هذا التصميم يولد مقاومة هوائية مرتفعة، إلا أنه يمنح الصاروخ قدرة كبيرة على المناورة والالتفاف عبر طبقات الدفاع الصاروخي.

مراحل العمل: ثلاثية دقيقة

يمر “خيبر” بثلاث مراحل تشغيلية رئيسية:

المرحلة الأولى: بعد الإطلاق، يتجه الصاروخ نحو الأعلى بسرعة محددة، ليصل إلى ارتفاع معين يتم فيه فصل المحرك الأصلي عن الرأس الحربي.

المرحلة الثانية: تنطلق المحركات الفرعية المثبتة خلف الرأس الحربي للعمل على تثبيته وتوجيهه نحو الهدف المحدد، مع إزالة الاضطرابات الناتجة عن الانفصال.

الحرب الإسرائيلية على إيران

المرحلة الثالثة: تبدأ بدخول الرأس الحربي إلى الغلاف الجوي، حيث تنشط محركات أخرى لتعديل الانحراف، وتوجيهه بدقة عالية نحو الهدف، مع الحفاظ على سرعة 8 ماخ في المرحلة النهائية.

ميزات تكتيكية وتنوع في المهام

بحسب الدفاع الإيرانية، فإن صاروخ “خيبر” أول صاروخ إيراني موجه في المرحلة الثانية من التحليق (خارج الغلاف الجوي). كما تؤكد أن الصاروخ لا يحتاج إلى توجيه في المرحلة الأخيرة قبل الهجوم، ما يتيح له التحول إلى “صاروخ نقطوي”، أي دقيق الإصابة دون إشارات إلكترونية.