استراتيجيات مصر لتفادي تقليص الأحمال: كيفية التعامل مع انقطاع إمدادات الغاز

استراتيجيات مصر لتفادي تقليص الأحمال: كيفية التعامل مع انقطاع إمدادات الغاز

كتبت- دينا كرم:

في الوقت الذي نفذت فيه إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع داخل إيران، شملت منشآت عسكرية ونووية شديدة الحساسية، إلى جانب اغتيالات طالت شخصيات بارزة من القيادات العسكرية والعلماء المتخصصين في المجال النووي، وسرعة الرد من إيران في الليلة التالية بشن هجوم مضاد باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت بها عدة مدن داخل إسرائيل، تحركت مصر بشكل سريع لتأمين احتياجات السوق من الغاز والبترول والسولار.

تفعيل خطة الطوارئ

بعد أن بدأت الأزمة ودوى صداها في العالم، سارع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بعقد اجتماع طارئ مع وزيري البترول والكهرباء، لاستعراض سيناريوهات تداعيات الأحداث العسكرية بالمنطقة.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن الحكومة تمتلك خطة واضحة لتأمين احتياجات القطاعات المختلفة من المواد البترولية والغاز الطبيعي، وعلى رأسها قطاع الكهرباء الذي يواجه ضغوطًا متزايدة مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، ولفت إلى أن مصر تستهدف تشغيل ثلاث سفن تغويز بقدرة إجمالية تصل إلى 2250 مليون قدم مكعب يوميًا بحلول مطلع يوليو، مقارنة بـ1 مليار قدم مكعب فقط في الصيف الماضي، بالإضافة إلى العمل على تجهيز سفينة رابعة كاحتياطي استراتيجي.

ووجه رئيس الوزراء وزير البترول بسرعة إدخال سفن التغويز الثلاث إلى الخدمة، مشددًا على أن هناك تعاقدات قائمة لتوريد شحنات غاز، إلى جانب وجود احتياطي كاف من المازوت لتغطية احتياجات الكهرباء.

واستكمالًا للإجراءات، فعلت وزارة البترول خطة الطوارئ الخاصة بأولويات توزيع الغاز، والتي تضمنت وقف الإمدادات عن بعض الأنشطة الصناعية، وزيادة الاعتماد على المازوت والسولار في تشغيل محطات الكهرباء، وذلك لضمان استقرار الشبكة وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال.

وأجرى وزيرا الكهرباء والبترول زيارة إلى المركز القومي للتحكم في الغاز لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ، كما تفقد وزير البترول ميناء السخنة للإشراف على تسريع ربط مركب التغويز الثالثة بالشبكة القومية للغاز الطبيعي.

الوعود بعدم تخفيف الأحمال لا تزال قائمة

وخلال مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء أمس جدد تأكيده على أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لضمان عدم اللجوء إلى تخفيف الأحمال الكهربائية خلال فصل الصيف، مشيرًا إلى وجود خطة لرفع كفاءة محطات الكهرباء وتحسين أدائها التشغيلي، خاصة عبر زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي بدلًا من المازوت.

وأوضح مدبولي أن الحكومة كانت تعمل خلال الفترة الماضية على تعزيز قدرات محطات الكهرباء، حيث كانت مصر تعتمد الصيف الماضي على سفينة واحدة بطاقة 750 مليون قدم مكعب يوميًا، بينما تستعد هذا الصيف لتشغيل ثلاث سفن تغويز بإجمالي قدرة 2250 مليون قدم مكعب يوميًا.

ولفت إلى أن إحدى السفينتين الإضافيتين وصلت إلى ميناء السخنة ويجرى تجهيزها لدخول الخدمة في 28 يونيو الجاري، بينما من المقرر أن تبدأ السفينة الثالثة في العمل خلال الأسبوع الأول من يوليو.

وأكد أن أن تشغيل هذه السفن سيوفر تأمينًا كافيًا للشبكة المحلية في حال حدوث أي انقطاعات في خطوط الربط مع الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن الاحتياطات الحالية من الوقود تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، بفضل خطة استباقية وضعتها الدولة لتأمين احتياجات الطاقة.

وشدد مدبولي على أن الحكومة قررت في هذه الأثناء زيادة الاعتماد على المازوت لتشغيل المحطات خلال الأسبوعين المقبلين، لحين دخول سفن التغويز الخدمة، داعيًا المواطنين إلى التعاون من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء، بما يساهم في تخفيف الضغط على الشبكة وضمان استقرار الخدمة طوال أشهر الصيف.

المحافظات توجه بترشيد الاستهلاك

فور أن ناشد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، بدأت عدة محافظات، من بينها الدقهلية والقليوبية ودمياط، تنفيذ خطة شاملة لترشيد الكهرباء، تضمنت خفض إنارة الشوارع والميادين بنسبة 60% بالتنسيق مع الجهات المختصة، مع الحفاظ على السلامة العامة للمواطنين، كما شملت الخطة ترشيد استهلاك الكهرباء داخل المباني والمرافق الحكومية خلال ساعات العمل، وإطفاء الإنارة تمامًا بعد الثامنة مساء، وضبط أجهزة التكييف على درجة حرارة 25 مئوية، وإغلاقها قبل انتهاء اليوم.

كما شملت الإجراءات أيضًا وقف إنارة لوحات الإعلانات من التاسعة مساءًا حتى منتصف الليل، والالتزام بمواعيد إغلاق المحال التجارية في الحادية عشرة مساءًا، مع السماح بالتمديد حتى الثانية عشرة منتصف الليل يومي الخميس والجمعة فقط، إلى جانب تقليل الإضاءة الخارجية لواجهات المحال ودور المناسبات ودور العبادة، والتي يتم إطفاء إنارتها فور انتهاء الشعائر. كما تستكمل المحافظات خطط إحلال كشافات الصوديوم بأخرى موفرة من نوع LED، وتعميم استخدامها في المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها.

اقرأ أيضًا:

كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران؟

هل تتأثر مصانع الحديد والأسمنت بعد وقف الغاز عن بعض الأنشطة الصناعية؟