تحذيرات إسرائيلية من الانسحاب في حرب الاستنزاف ضد إيران

كتب- محمد جعفر:

تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران على خلفية الهجمات العسكرية الأخيرة بين البلدين، والذي بدأ بالهجوم الإسرائيلي على طهران فجر الجمعة الماضية، وأسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين إضافًة لتضرر كبير في البنية التحتية.

وعلى إثر تلك الهجمات الإسرائيلية، شنت طهران هجمات صاروخية قوية على تل أبيب استهدفت البنية التحتية ومواقع إسرائيلية استراتيجية ومناطق سكنية، كان آخرها الهجوم الأخير الذي شنته طهران أمس السبت على عدة مناطق جنوب تل أبيب وأسفر عن مقتل 8 وإصابة قرابة 240 آخرين.

ومع استمرار الحرب تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع لتشمل أطرافًا أخرى، في حين تتحدث وسائل إعلام عبرية عن خطر حقيقي لن تتجاوزه إسرائيل في حربها مع إيران، وهو ما يتناوله التقرير التالي:

كشف موقع “والا” العبري في تقرير تحليلي نُشر أمس، أن إسرائيل حققت الحد الأقصى من أهدافها العملياتية خلال الضربة الافتتاحية على إيران، لكن استمرار الحملة العسكرية بدون استراتيجية خروج واضحة يهدد بتحويل هذه الإنجازات إلى خسائر استراتيجية، ما يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن الإسرائيلي.

ووفقًا للموقع، فإن نجاح الهجوم الأولي لا يضمن مكاسب طويلة المدى، خصوصًا إذا استمرت إيران في الرد بصواريخها وهجماتها، بينما تفتقر تل أبيب إلى دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن “غياب قرار أمريكي واضح بالانضمام إلى العمليات قد يدفع إسرائيل إلى الانزلاق في حملة استنزاف طويلة الأمد، تضر باقتصادها ومجتمعها المدني”.

نجاح عملياتي دون مكاسب استراتيجية

أورد التقرير أن التجربة التاريخية لإسرائيل حافلة بعمليات عسكرية ناجحة تكتيكيًا، لكنها لم تحقق أهدافًا استراتيجية حاسمة، مضيفًا أن الحملة الحالية ضد إيران قد تكرر هذا النمط ما لم يتم تصميم خطة سياسية عاجلة للحفاظ على الإنجازات وتحديد نقطة نهاية واضحة.

وفي هذا السياق، اعتبر الموقع أن “رهان إسرائيل على قدرتها في تغيير النظام الإيراني أو تقويض استقراره الداخلي، حتى بعد توسيع بنك الأهداف ليشمل منشآت الطاقة، يبدو غير واقعي، ولا يستند إلى قدرة فعلية على التنفيذ”.

تحذير من فخ الاستنزاف

وأكد التقرير أن مجرد التفكير في تنفيذ أهداف غير قابلة للتحقيق، مثل الإطاحة بالنظام الإيراني أو تعطيل برنامجه النووي بالكامل، قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب دون داعٍ، ولفت إلى أن إيران، بفضل حجمها الجغرافي وقدرتها التقليدية على مقاومة الضغوط الخارجية، تملك ميزة واضحة في حرب طويلة الأمد.

وأضاف الموقع: “من الضروري لإسرائيل أن تتجنب الوقوع في نمط استنزاف تكون فيه إيران صاحبة اليد العليا، ويجب أن تسعى في هذه المرحلة إلى إنهاء الحرب من موقع القوة، قبل أن تتبدد مكاسبها الأولية”.

دعوة لتسوية سياسية

في ختام التقرير، شدد “والا” على أن إسرائيل لا تملك القدرة الكاملة على تعطيل البرنامج النووي الإيراني أو تحييد منظومة الصواريخ الباليستية بشكل دائم، وأن الحفاظ على ما تحقق من إنجازات عسكرية يتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا عاجلًا مع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب من دون انزلاق إلى دوامة استنزاف غير محسوبة العواقب.