صادم: اعترافات المتهمين بقتل اللواء بداري وزوجته في أسيوط مع صور توضيحية

صادم: اعترافات المتهمين بقتل اللواء بداري وزوجته في أسيوط مع صور توضيحية


07:37 م


الإثنين 02 يونيو 2025

أسيوط ـ محمود عجمي:

قررت الدائرة الحادية عشرة بمحكمة جنايات أسيوط، في جلستها المنعقدة اليوم الاثنين، تأجيل محاكمة متهمين اثنين في القضية المعروفة إعلاميًا بمقتل اللواء محمد محسن علي طه بداري، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة المخدرات، وزوجته، والمتهمين فيها بقتلهما وسرقة مصوغاتهما الذهبية ومبالغ مالية من مسكنهما، إلى جلسة 9 يوليو المقبل، وذلك لاستكمال نظر القضية.

كشفت تحقيقات النيابة العامة في محافظة أسيوط عن تفاصيل مروّعة في واقعة مقتل اللواء محمد محسن علي طه بداري، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وزوجته هدى بداري علي حسين، حيث اعترف المتهم الأول، “ناصر.ع.ج”، البالغ من العمر 41 عامًا، ويعمل نقاشًا، بارتكابه الجريمة بدافع السرقة.

وقال المتهم في اعترافاته: “بسبب ضيق الحال وظروفي الصعبة، وأنا شغال نقاش، يوم أشتغل وعشرة لا، تعرفت على اللواء محسن من حوالي خمس شهور عن طريق كهربائي اسمه حمادة، وبدأت أشتغل عنده في العمارات اللي بيأجرها بمنطقة سيد، وكمان عند زوج بنته”.

وأضاف: “كنت عارف إن ظروفه المادية ميسورة، عنده برج في منطقة ستي وآخر في فريال، وهناك بدأت أفكر في السرقة. حكيت لزميلي “عبد العال.م”، الشهير بـ(سيد العفريت)، وهو مسجل خطر، عن ثروة اللواء، فقال لي: (ممكن نطلع منه بمصلحة)”.

وتابع المتهم: “اتفقت مع سيد على تنفيذ السرقة، وقلت له إن اللواء عنده فلوس ودهب في البيت، فرد عليّ: (نسرقه، ولو اتكشفنا نخلّص عليهم ونمشي). وفعلاً بدأنا نخطط للجريمة قبل الواقعة بثلاثة أيام”.

وأوضح أنهما توجها قبل الحادث بيوم إلى منزل اللواء في منطقة فريال لمعاينة المكان ورصد الكاميرات. وقال: “أنا طلعت للواء بحجة إني جايب له 3 كيلو بويا، وكان فعلاً طالب مني دهان حديد البلكونات، وسيد كان مستنيني تحت ومعاه الشال والسكينة والشنطة، لكني مقلتلوش يطلع معايا اليوم ده لأن اللواء كان موجود، وكنا لسه مترددين”.

وقال المتهم: “في اليوم التالي، اتصل بي اللواء وطلب مني الحضور إلى شقته في منطقة فريال لإنجاز بعض أعمال الدهان. أبلغت شريكي في الجريمة، سيد العفريت، وطلبت منه أن يكون مستعدًا. كان يستقل سيارة أجرة، وطلبت منه أن ينتظرني في البرجولة المجاورة للعقار”.

وأضاف: “صعدت إلى الشقة، وشرح لي اللواء تفاصيل العمل المطلوب، فأخبرته أننا بحاجة إلى 2 كيلو بويا، وطلبت منه بنزينًا لتخفيف الدهان، رغم أنني لم أكن أملك أيًا منهما في الحقيقة. عرض عليّ مشروبًا، فطلبت شايًا، ودخل إلى المطبخ لتحضيره”.

وتابع: “استغليت انشغاله، وذهبت إلى البلكونة لأشير إلى سيد بالصعود. فتحت له الباب وأدخلته من البلكونة، ثم عاد اللواء بالشاي، فجلسنا نشربه سويًا. بعد ذلك خرجنا سويًا لشراء البويا من محل في شارع ستي، ثم توجهنا إلى محطة وقود بشارع الجمهورية، حيث ملأ اللواء سيارته بالبنزين بمئة جنيه، وطلب من العامل ملء زجاجة مياه فارغة بعشرين جنيهًا من البنزين”.

واستكمل المتهم: “عدنا إلى الشقة، وعندما حاول اللواء فتح الباب، وجده مغلقًا من الداخل بالترباس، حيث كان سيد قد أغلقه. ضغط اللواء على الباب حتى فتحه، دون أن يدرك ما كان في انتظاره بالداخل”.

وقال المتهم: “عند دخولنا الشقة، فوجئنا بـ(سيد العفريت) ممسكًا بسكينٍ ملطخة بالدماء، وكانت آثار الدم واضحة على ملابسه. وعندما رآه اللواء محسن، أمسك به وسأله عن سبب وجوده، بينما كنت أضع أكياس البويا وزجاجة البنزين في الحمام”.

وأضاف: “نشب شجار بين اللواء وسيد، وطلب مني اللواء التدخل، لكنني وقفت أراقب الموقف. ثم دفع سيد اللواء ليسقط على الكنبة، وهنا أخرجت السلاح الناري الذي كان بحوزتي وضربته بمقبضه على رأسه مرتين حتى انكسر المقبض”.

وتابع: “ذهبت إلى المطبخ وأحضرت يد هون، وعدت لأضرب اللواء ثلاث مرات على رأسه حتى فقد وعيه. بعدها، تولى سيد توجيه طعنات قاتلة له باستخدام السكين، حتى تأكدنا من وفاته”.

وأوضح المتهم أن الجناة جمعوا المسروقات في حقيبتين، إحداهما تخص سيد، والأخرى كانت تحتوي على أدوات النقاشة الخاصة به. ثم قام بسكب البنزين على الأثاث وجثمان المجني عليه، وأشعل النيران باستخدام ولاعة، بعد أن فتح عين البوتاجاز ليتسرب الغاز، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة.

وقال المتهم إن شريكه في الجريمة، عبد العال محمود، الشهير بـ”سيد العفريت”، جمع أدوات الجريمة، من بينها السكين وأداة معدنية استُخدمت في الاعتداء، ووضعها داخل الحقائب التي خرجا بها من موقع الحادث. وأضاف: “قبل مغادرتنا، أشعلت النار مجددًا باستخدام قطعة قماش مبللة بالبنزين، وألقيتها على الأثاث قرب باب الشقة، ثم غادرنا العقار، كلٌّ في اتجاه مختلف”.

وأوضح المتهم أنهما التقيا لاحقًا عند نفق الزهراء، وتوجها إلى منزل سيد بمنطقة الكاركون، حيث قام الأخير بتبديل ملابسه الملطخة بالدماء. ثم توجها إلى القيسارية لشراء ملابس جديدة، وتخلّصا من الملابس القديمة وأداة الجريمة بإلقائها في إحدى الترع.

وتابع: “بعدها ذهبنا إلى منطقة المقابر في عرب المدابغ، حيث أخفى سيد أداة الجريمة الأخرى (الهون)، واقترح أن نبيت في أحد المدافن حتى تهدأ الأمور، لكنني رفضت. ثم اقترح السفر إلى الوادي الجديد أو القاهرة، لكنني فضّلت التوجه إلى مركز أبنوب لعدم امتلاكي بطاقة هوية”.

واختتم المتهم اعترافاته قائلًا: “توجهنا إلى موقف الشادر، ثم إلى كوبري الوسطي، ومنه إلى الملجأ، ثم إلى سوق أبنوب، حيث جلسنا في أحد المقاهي حتى الصباح، وكانت الحقائب التي تحتوي على المسروقات بجوارنا. وهناك ألقت الشرطة القبض علينا، وتم اقتيادنا إلى قسم ثانٍ أسيوط، حيث تم تحريز المضبوطات وإحالتنا إلى النيابة العامة”.