سحابة عملاقة فوق الإسكندرية.. أول صورة فضائية تسبق العاصفة

سحابة عملاقة فوق الإسكندرية.. أول صورة فضائية تسبق العاصفة


11:07 ص


الثلاثاء 03 يونيو 2025

كتب- محمد نصار:

نشرت الجمعية الفلكية بجدة، صورة فضائية ملتقطة عبر القمر الصناعي “ديسكوفر”، وذلك لكوكب الأرض قبل عاصفة الإسكندرية الأخيرة.

وقالت الجمعية، إنه يوم الجمعة 30 مايو 2025 كانت الأرض تدور في هدوء تحت أنظار القمر الصناعي “ديسكوفر” (DSCOVR) التابع لوكالة ناسا الذي يتموضع في موقع بالغ التميز يعرف باسم نقطة لاغرانج الأولى (L1) على بعد نحو 1.5 مليون كم من الأرض في خط مستقيم بينها وبين الشمس.

وأضافت الجمعية، أن من على هذا البعد الشاسع يلتقط “ديسكوفر” صورًا جديدة لكوكبنا باستمرار مستخدمًا كاميرته متعددة الألوان (EPIC) والتي تصور الأرض كما تراها العين البشرية تمامًا بدقة زمنية تتراوح بين 20 و100 مللي ثانية، ومن خصائص هذه الكاميرا أن صورها لا تُظهر النجوم في الخلفية لأن الأرض شديدة السطوع مقارنة بظلمة الفضاء ما يجعل زمن التعريض قصير جد ولا يمنح الكاميرا فرصة التقاط الأجسام الضعيفة الضوء مثل النجوم ولهذا فإن غياب النجوم في صور الفضاء نتيجة طبيعية لخصائص التصوير.

وتابعت: في الصورة التي التقطت بتاريخ 30 مايو 2025 برزت غيمة ضخمة ومنظمة فوق مياه البحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي لمصر وتحديدًا قرب مدينة الإسكندرية، وللوهلة الأولى لم تكن تبدو سوى غيمة عادية ضمن أنظمة الطقس في المنطقة لكن كثافتها وتموضعها الدقيق أشارا إلى نواة جوية نشطة ربما كانت تنذر بشيء أكبر قادم.

وواصلت الجمعية الفلكية بجدة: وبينما كانت المدينة تنام بهدوء في تلك الليلة بدأت الأمور تتغير فجأة مع دخول الساعات الأولى من يوم السبت 31 مايو انقلب المشهد راسًا على عقب، فقد تطورت الغيمة إلى عاصفة محلية مفاجئة هطلت فيها أمطار غزيرة وتساقط البَرَد في بعض الأحياء، ورياح شديدة ما أدى إلى سيول مؤقتة وبلاغات عن تسربات مائية في مدارس ومنازل قديمة.

وأشارت إلى أن السبب قد يكون نتيجة اصطدام جبهة هوائية باردة ربما تكونت فوق البحر مع تيار دافئ ورطب قادم من الجنوب مما أدى إلى تكاثف سريع للسحب وحدوث اضطراب جوي غير معتاد ويرجح أن الغيمة التي التقطت في صورة “ديسكوفر” كانت مؤشرًا مبكرًا على هذا التفاعل.

وقالت: رغم أن نماذج الطقس كانت قد توقعت هطولات خفيفة على السواحل الشمالية إلا أن العاصفة المفاجئة فاجأت الجميع وطرحت تساؤلات مهمة: هل يمكن دمج بيانات أقمار صناعية متقدمة مثل “ديسكوفر” ضمن أنظمة التنبؤات المحلية؟ وهل من الممكن لصورة واحدة تلتقط من خارج الغلاف الجوي أن تُحدث فارقًا في الإنذار المبكر؟.

وشددت على أن قدرة “ديسكوفر” لا تقتصر على تصوير الأرض فحسب، بل إن بياناته تتيح أيضًا مراقبة الغيوم وتغير حركتها وتحليل توزيع غاز الأوزون وقياس تركيز الجزئيات العالقة في الجو ورصد السحب العالية وخصائصها وتقييم نمو النباتات واختلاف لون اليابسة وتحليل انعكاسية الأرض للأشعة فوق البنفسجية.

كما أن موقع القمر خارج الغلاف المغناطيسي للأرض يتيح له مراقبة الرياح الشمسية وهي التيارات من الجزيئات المشحونة القادمة من الشمس قبل أن تصل إلى كوكبنا وهو ما يجعله أيضا مرصدًا فضائيًا بيئيًا بامتياز.

اقرأ أيضًا:

أفزع سكان تركيا.. خريطة تكشف موقع زلزال البحر المتوسط

‏‎المعهد القومي للبحوث الفلكية يصدر أول بيان عن الزلزال

هل تهدد الزلازل مصر؟.. القومي للبحوث الفلكية يكشف الحقيقة