نجا من ست محاولات لاغتياله والهدنة تعتمد على قراراته.. من هو زعيم حماس الجديد؟

12:14 م
الثلاثاء 03 يونيو 2025
القاهرة- مصراوي:
بعد اغتيال محمد السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، اتجهت الأنظار إلى خليفته المحتمل عز الدين الحداد، البالغ من العمر 55 عامًا، والذي يُعتقد أن الحداد، المعروف محليًا باسم “أبو صهيب”، هو الشخصية الأوفر حظًا لقيادة الجناح العسكري في هذه المرحلة الحساسة، وفق ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية.
بحلول وقت إطلاق سراح الأسرى في يناير الماضي، كان الحداد قد صعد في صفوف حماس بعد نجاته من ست محاولات اغتيال، وتم تكليفه بإعادة بناء البنية التحتية المدنية والعسكرية خلال فترة هدوء نسبي في الحرب مع إسرائيل، بحسب صحيفة تليجراف البريطانية، كما أُوكلت إليه، وفقًا للتقارير ذاتها، مهمة الإشراف على سلاسة عملية تسليم الأسرى.
الحداد بدأ نشاطه داخل حماس في جهاز الأمن الداخلي، حيث عمل إلى جانب يحيى السنوار، في مهام مطاردة الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل، حسب ما أوردت التايمز، ولاحقًا، تولّى السيطرة على المجموعة في غزة، وبات يتمتع بنفوذ كبير داخل الجناح العسكري.
في السياق ذاته، أكدت مصادر استخباراتية، أن الحداد يحتجز أسرى إسرائيليين، ويملك “حق الفيتو” على مقترحات وقف إطلاق النار، ومنها الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
في السابع من أكتوبر 2023، كُلِّف الحداد بتنسيق عملية التسلل الأولى إلى الأراضي الإسرائيلية، وفق التايمز، التي ذكرت أنه حشد قادة حماس تحت إمرته في الليلة السابقة للهجوم، ووزع عليهم تعليمات مكتوبة لتنفيذ العملية.
أما عن سلوكياته الأمنية، فقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الحداد يتجنب الظهور الإعلامي أو الوجود في الأماكن العامة.
وتخصص الاستخبارات الإسرائيلية مكافأة مالية قدرها 750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، التي توضح أنه يغيّر موقعه باستمرار، ولا يثق إلا بعدد محدود جدًا من المقربين.
يُعد الحداد، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية، آخر القادة الباقين ميدانيًا من بين خمسة قياديين أصليين لحماس في لواء شمال غزة.
واستشهد ابنه الأكبر صهيب، وحفيده في غارة إسرائيلية في يناير الماضي، وابنه الثاني في أبريل، ما يزيد من حجم الضغط عليه كأحد القادة القلائل الباقين في الميدان، وفق التايمز.
وبحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن الحداد عضو في المجلس العسكري لحماس، وتولّى رئاسة كتائب عز الدين القسام في مدينة غزة منذ 2021، وقاد لواء شمال غزة منذ نوفمبر 2023.
وتقول التايمز، إنه بالنسبة للمسار السياسي، فقد أعلنت حماس موافقتها المبدئية على المقترح الذي قدّمه ويتكوف، لكنه قوبل برفض من قبله بعدما عدّت الحركة جدوله الزمني غير مناسب، وهو ما وصفه ويتكوف بـ”غير المقبول”.
ويرى الوسطاء الدوليون، وفق ما أوردته التقارير، أن الحداد يشكل العقبة الأخيرة أمام إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، نظرًا لما يتمتع به من سلطة مباشرة على الرهائن وعلى القرار العسكري داخل غزة.
ويُذكر أن اقتراح ويتكوف تضمّن هدنة مدتها 60 يومًا، تشمل إطلاق 10 أسرى أحياء و18 جثة من بين 58 أسيرًا لدى حماس، مقابل الإفراج عن 125 فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، وأكثر من 1000 معتقل منذ بداية الحرب، بحسب التايمز.
في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع منذ انهيار الهدنة الأخيرة في مارس، ورفض إسرائيل لأي مفاوضات قبل القضاء التام على حماس، تبدو مهمة الحداد أكثر تعقيدًا، وفق التوصيف الأمني الذي نقلته التايمز.