بعد إقالات ترامب.. مسؤول هولندي داعم لإسرائيل يترك الحكومة

بعد إقالات ترامب.. مسؤول هولندي داعم لإسرائيل يترك الحكومة


01:24 م


الثلاثاء 03 يونيو 2025

القاهرة – مصراوي

أعلن زعيم اليمين المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، صباح اليوم الثلاثاء، انسحاب حزبه “حزب الحرية” من الحكومة الائتلافية، في خطوة يُرجح أن تؤدي إلى سقوطها وإجراء انتخابات جديدة خلال الأشهر المقبلة.

يأتي هذا القرار بعد 11 شهرًا فقط من تشكيل الحكومة، ويعكس حالة من الإحباط المتزايد لدى فيلدرز تجاه سياسات الحكومة، خاصة في ملف الهجرة الإسلامية، إضافة إلى اعتراضه على مواقفها الأخيرة حيال الحرب الإسرائيلية على غزة.

فيلدرز، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة ودعمه القوي لإسرائيل، أعرب في الآونة الأخيرة عن غضبه من بطء تنفيذ خطته المكونة من 10 نقاط للحد من الهجرة، والتي تضمنت حظرًا تامًا لاستقبال طالبي اللجوء الجدد، ترحيل نحو 60 ألف لاجئ سوري، وإرسال الجيش إلى الحدود. كما طالب بترحيل أي مهاجر يُدان بجرائم جنسية أو عنف، قائلًا: “جريمة واحدة، وأنت خارج البلاد”.

وكان فيلدرز قد حذر الأسبوع الماضي من أن حزبه سينسحب من الحكومة في حال لم يتم تنفيذ هذه الإجراءات “بشكل صارم خلال أسابيع”. واليوم، أعلن رسميًا أن وزراء حزبه سيقدمون استقالاتهم، مؤكدًا: “لقد نفد صبرنا. لم نعد ننتظر”.

انسحاب فيلدرز من الائتلاف يُنذر بمرحلة من الاضطراب السياسي في خامس أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ويضع البلاد على طريق انتخابات مبكرة. نظريًا، يمكن لبقية أحزاب التحالف تشكيل حكومة أقلية، لكن التوقعات ترجّح تفكك الحكومة بالكامل.

زعيمة حزب “الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” ديلان يسيلغوز، الشريك في الائتلاف، وصفت انسحاب فيلدرز بأنه “غير مسؤول تمامًا”، مضيفة: “هذا يجعلنا جميعًا نبدو كحمقى. هناك حرب في قارتنا، وهو يهرب من المسؤولية”.

أحد أبرز أسباب الانسحاب، بحسب فيلدرز، كان تغير موقف الحكومة الهولندية تجاه إسرائيل، حيث أصبحت أكثر انتقادًا لها في ظل الحرب على غزة. وهاجم فيلدرز وزير الخارجية كاسبر فالدكامب، واصفًا إياه بـ”الضعيف”، بعد أن قاد دعوة أوروبية لإلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

فيلدرز (61 عامًا) دخل البرلمان الهولندي لأول مرة عام 1998، واشتهر بمواقفه المتطرفة ضد الإسلام، وطالب بحظر القرآن وإغلاق المساجد.

وفي عام 2014، أدانته محكمة هولندية بتهمة التمييز، بعد أن سأل جمهوره في تجمع انتخابي إن كانوا يريدون “المزيد من المغاربة أم أقل”، فردوا: “أقل”، ليجيبهم: “سنعمل على ذلك”.

وأُقيل في الأيام الأخيرة أيضًا، عدد من المسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي ممن يُعرفون بأنهم “مؤيدون بشدة لإسرائيل”، وذلك وسط خلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هجوم محتمل على إيران واستمرار الحرب في قطاع غزة وفقا لما ذكرته يديعوت أحرونوت في تقرير لها الإثنين.

من بين المقالين ميراف سيران، وهي مواطنة أمريكية-إسرائيلية عُينت مؤخرًا رئيسة لقسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك ترايغر، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكلاهما تم تعيينه من قبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، المعروف أيضًا بدعمه الكبير لإسرائيل، والذي أُقيل هو الآخر مؤخرًا من قبل ترامب. المسؤول عن إقالتهما هو وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، الذي حل محل والتز.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تغادر مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأمريكية، منصبها قريبًا – وليس بمبادرة منها. أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وترتدي قلادة نجمة داوود، تُعد من أبرز المؤيدين لإسرائيل في الإدارة الأمريكية، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وأقنعت الحكومة اللبنانية بضرورة اتخاذ موقف صارم ضد حزب الله وتجريد المخيمات الفلسطينية في لبنان من السلاح. إقالتها أثارت صدمة في الأوساط الإسرائيلية المتابعة لإدارة ترامب.