حكاية سائق تحمل المخاطر لإنقاذ الأرواح في العاشر من رمضان

حكاية سائق تحمل المخاطر لإنقاذ الأرواح في العاشر من رمضان


01:17 م


الثلاثاء 03 يونيو 2025

الشرقية – ياسمين عزت

في يوم عادي بمدينة العاشر من رمضان، كان خالد عبد العال، سائق شاحنة محملة بالبنزين، يستعد لمغادرة محطة وقود في المجاورة 70، الجو حار، الشمس حارقة، وكل شيء يبدو طبيعيًا حتى لحظة الانفجار.

دوي مفاجئ، لهبٌ يخرج من أسفل الشاحنة، وصوت صراخ متقطع… تانك الوقود انفجر. الحريق بدأ يلتهم السيارة، والدقائق تحوّلت إلى ثوانٍ قاتلة. أمام خالد خياران: إما الهروب وترك النيران تفعل فعلها، أو المواجهة.

دون تفكير، اندفع خالد نحو مقعد القيادة، ألسنة اللهب تقترب من جسده، لكنه كان يعرف جيدًا أن كل ثانية تأخير تعني كارثة أكبر، أمسك بالمقود، وانطلق بالشاحنة الملتهبة بسرعة جنونية، يحاول الابتعاد بها عن خزانات الوقود وعن الناس الذين هرعوا هاربين.

لم يكن يفكر في جسده الذي اشتعل، ولا في الألم الذي اخترق جلده، كان هدفه واحدًا: “أنقذهم قبل أن تنفجر المحطة”. وفي لحظة، أصبح خالد درعًا بشريًا يحمي المدينة من الموت.

عندما وصلت الحماية المدنية، كان خالد قد أنهى المعركة، جسده محترق، لكنه حي، نُقل للمستشفى، والناس من حوله لا يتحدثون إلا عنه، “ده مش سواق.. ده بطل”، قالها أحدهم والدموع في عينيه.

الآن، يرقد خالد في مستشفى أهل مصر للحروق، جسده يتعافى، لكن روحه لا تزال مشتعلة بتلك اللحظة التي غيّرت كل شيء، لحظة قرر فيها أن يكون فدائيًا، لا بطلاً عابرًا.

تفاصيل الواقعة تعود إلى يوم السبت الماضي، حين اندلعت النيران بشكل مفاجئ داخل محطة الوقود، نتيجة انفجار تانك السيارة بفعل ارتفاع درجة حرارته، مهددة بكارثة إنسانية وأضرار جسيمة في حال امتداد النيران إلى المناطق السكنية المجاورة.

في تلك اللحظات الحاسمة، لم يتردد السائق خالد، فاندفع إلى مقعد القيادة بسرعة غير معهودة بينما كانت النيران تلتهم السيارة، وانطلق بها إلى خارج المحطة، محاولاً إبعاد الخطر عن المواطنين المتواجدين، وبفضل شجاعته، نجح في إخراج السيارة المحترقة إلى الشارع، ليحول دون امتداد الحريق إلى خزانات الوقود داخل المحطة.

المواطنون تداولوا صورًا للسائق مصحوبة بكلمات الإشادة والإعجاب، مطالبين بتكريمه ورعايته طبيًا على نفقة الدولة، حتى استجاب مستشفى “أهل مصر للحروق” لاستغاثات الأهالي، واستقبله لتلقي العلاج اللازم بعد أن نُقل من مستشفى محلي، حيث كان محتجزًا بالعناية المركزة.

يُذكر أن مديرية أمن الشرقية كانت قد تلقت إخطارًا يفيد باندلاع حريق ضخم داخل محطة وقود في العاشر من رمضان، وعلى الفور تم الدفع بـ 4 سيارات إطفاء، وتمت السيطرة على الحريق، فيما أسفر الحادث عن إصابة 4 أشخاص بينهم السائق البطل، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت للتحقيقات.