سلسلة عروض مسرحية مميزة في مقرات الثقافة ضمن العدد الجديد من مجلة ‘مصر المحروسة’

02:00 ص
الأربعاء 04 يونيو 2025
كتب – محمد شاكر:
أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة العدد الأسبوعي الجديد رقم 382 من مجلة “مصر المحروسة” الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعنى بالآداب والفنون، برئاسة تحرير د. هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي.
في مقال رئيس التحرير تكتب الدكتورة هويدا صالح عن “الأنساق الجمالية في الشعر العربي المعاصر: ملامح قصيدة ما بعد الحداثة”، حيث شهد الشعر العربي المعاصر تحولات جذرية في بنيته الجمالية والموضوعية، خاصة منذ منتصف القرن العشرين، حين بدأت تتبلور مفاهيم التجديد وتجاوز الأشكال التقليدية.
ويضيف المقال: مع تداخل التأثيرات الفلسفية الغربية، وتحديدًا تيارات ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة، بدأت القصيدة العربية تخوض تجربة مختلفة من حيث الشكل، والمحتوى، والوظيفة الجمالية، لنجد أن الأنساق الجمالية في قصيدة ما بعد الحداثة ليست مجرد تقنيات شكلية، بل هي تعبير عن رؤية فلسفية ترفض الثبات، وتحتفي بالتعدد والانزياح. فالجمال هنا لا يكمن في الانسجام، بل في القدرة على تفجير اللغة والمعنى، وتحويل القصيدة إلى فضاء حيوي يتجدد مع كل قراءة، وبهذا، تُعيد قصيدة ما بعد الحداثة تعريف الشعرية ذاتها، معلنة أن الجمال لم يعد في الكمال، بل في التشظي واللايقين.
وفي باب “مسرح” تقدم دنيا محمد تقريرًا شاملاً بالأرقام عن الموسم المسرحي الحافل الذي قدمته هيئة قصور الثقافة في 2025، حيث أنتجت الهيئة هذا العام 155 عرضًا مسرحيًا لنوادي المسرح، وما يقرب من 50 عرضًا مسرحيًا للطفل، و120 عرضًا من عروض الشرائح المسرحية الكبيرة في مختلف محافظات مصر، وعشرة عروض للمسرح التوعوي، ليصبح إجمالي ما أنتجته الهيئة 335 عرضًا مسرحيًا، كما أقامت خلال العام مهرجان النوادي مرتين، ومهرجان هواة المسرح، ومهرجان فرق القوميات والقصور والبيوت، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجان المسرح القومي والتجريبي، ومن المقرر أن تشهد الخطة المسرحية المزيد من التطوير خلال الموسم القادم، كإقامة ورش في المناطق الحدودية مثل: حلايب والشلاتين وسيوة، وغيرها، بهدف مد جسور التواصل الثقافي مع مختلف فئات المجتمع، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية.
وفي باب “فن تشكيلي” تكتب سماح عبد السلام عن تراث مصر التشكيلي الأصيل في “سيوة – النوبة” الذي جسدته أعمال الفنانة راندا إسماعيل في معرضها الأخير، حيث عبّرت بريشتها الفنية عن تأثرها بأصالة وعراقة تراثنا لتحل عبر تجربتها الفنية الجديدة بواحة سيوة كقبعة ثرية تقع في رحاب غرب مصر، كما ترسم في لوحاتها الإنسان البسيط في بلاد النوبة بالجلباب الملون، البيوت والعادات والتقاليد المتوارثة، والرموز والموتيفات الشعبية الخاصة بالبشر في النوبة، حيث تأثرت بناسها وإقبالها على الحياة.
وفي باب “آثار” يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن “ثالوث منف في مصر القديمة: رمز الإبداع والشفاء والحياة”، ففي قلب مصر القديمة، وتحديدًا في مدينة منف (التي عُرفت قديمًا باسم “من نفر”، وتقع بالقرب من القاهرة الحديثة)، نشأ معتقد ديني مهم يُعرف باسم “ثالوث منف”. كان هذا الثالوث يتكوّن من ثلاثة آلهة رئيسية: بتاح، وسخمت، ونفرتوم، وجميعهم يجسّدون رؤية المصريين القدماء للخلق والشفاء والتجدد، وحتى اليوم، تظل آثار منف شاهدًا حيًا على عبقرية المصريين القدماء وفلسفتهم العميقة التي صاغت الحياة والكون بتوازن وانسجام.
وفي باب “ملفات وقضايا” يقدم مصطفى علي عمار تحقيقًا عن “عيد الأضحى في الأدب العربي الحديث”، حيث يعتبر مناسبة مهمة لتعزيز التضامن والتعاون بين الناس، وفرصة للتعبير عن المشاعر والانتماء الديني، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وهو مناسبة لتحقيق التوازن بين الحياة الدنيا والآخرة. ويلعب دورًا مهمًا في تعزيز القيم الروحانية في المجتمع، وفي تعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية، وفي الأدب العربي الحديث، يُصوَّر عيد الأضحى كرمز للتقوى والإيمان، وكرمز للتجديد والتغيير، وكرمز للتضحية والتفاني. والأعمال الأدبية العربية الحديثة ربما تناولت عيد الأضحى كمناسبة للتواصل الاجتماعي والتعاون بين الأفراد والمجتمعات.
وفي باب “أطفالنا” تكتب الدكتورة فايزة حلمي عن أفضل الطرق للتعامل مع الأطفال العنيدة وكيف يمكن كسب مودتهم، فقد تم تصميم بعض الأطفال لتتصارع بالرؤوس مع والديهم، أُطلق عليهم اسم “عنيد” أو “قوي الإرادة”. إذا كنت تعيش مع أحد هؤلاء الأشخاص، فأنت تعلم أن الأساليب المباشرة لجعلهم يتبعون التوجيهات أو يتصرفون غالبًا لا تنجح، وبدلاً من اللجوء إلى القتال اللفظي المعتاد (المعروف أيضًا باسم الصراخ أو التوسل)، جرب بدلًا من ذلك ما يسمى باستراتيجيات الأبوة الخادعة أو الجودو، كونك مخادعًا لا يعني بالضرورة أن تكون متلاعبًا بأطفالك. “الأبوة الخادعة” هي في الواقع “تربية ذكية”، فهذا يعني الاقتراب من أطفالك بشكل جانبي بدلاً من الطريقة المباشرة، واستخدام الهدوء، والاحترام، والإبداع لتحقيق ما تريد.
وفي باب “خواطر وآراء” تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى “الكوكب التاني”، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر، هروبًا من مأساوية الواقع، وتضع حلولًا متخيلة لما تناقشه من قضايا.
وفي ذات الباب تواصل الكاتبة شيماء عبد الناصر حارس مقالاتها “كي تفهم نفسك.. اكتب”، وتوضح في هذه الحلقة أهمية الكتابة الذاتية للفرد العادي، وللمبدع بصفة خاصة.