ما هي تشكيلات “محمد الضيف” التي برزت لأول مرة أمس في الجولان؟

كتبت- سلمى سمير:
شهدت منطقة الجولان السوري المحتل مساء أمس الثلاثاء حالة من التوتر، بعد إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه مواقع إسرائيلية، ما أدى إلى استنفار الجيش الإسرائيلي الذي رد بقصف مدفعي على جنوب سوريا. ورغم أن المقذوفين سقطا في مناطق غير مأهولة ولم يسفرا عن إصابات أو أضرار، إلا أن الحادثة أعادت تسليط الضوء على تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع بروز فصيل مسلح جديد أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وأطلق الفصيل الجديد، الذي ظهر للمرة الأولى، على نفسه اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف”، في إشارة إلى القائد العسكري السابق لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الذي أعلنت الحركة استشهاده رسميًا في يناير الماضي، إثر غارة إسرائيلية استهدفته في منطقة مواصي خان يونس خلال يوليو من العام الماضي.
لحظة سقوط الصواريخ التي أطلقت من سوريا قبل قليل. pic.twitter.com/sSXEFDTZJI
— 🇸🇾ساميه🇸🇾 (@bdalrhmn31236) June 3, 2025
فصيل جديد يحمل اسم الضيف
أعلن الفصيل الجديد لأول مرة عن نفسه، في بيان نشره على قناة خاصة عبر تطبيق “تلجرام” في 31 مايو الماضي، حيث كشف الفصيل عن تأسيسه بشكل رسمي، مؤكدًا أنه لا يتبع لأي حزب أو تنظيم، بل يصف نفسه بـ”فعل ثوري مقاوم ينبض في كل شارع ومخيم وزقاق”، ويؤكد أنه يمثل “امتدادًا لصرخات المقاومة من غزة إلى الضفة، ومن القدس إلى الداخل الفلسطيني المحتل”.
ووجه البيان رسالة مباشرة إلى إسرائيل جاء فيها: “سنكون سيفًا مسلطًا على رقابكم أينما كنتم، ستجدوننا هناك، نقاتلكم بكل ما نملك”.
موقف دمشق
من جهتها سارعت وزارة الخارجية السورية إلى إصدار بيان، نددت فيه بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، مشيرة إلى سقوط ضحايا وخسائر مادية جسيمة.
كما أكدت دمشق أنها لم تتثبت بعد من صحة التقارير المتداولة بشأن إطلاق صواريخ من الأراضي السورية، محذرة من وجود أطراف تحاول إشعال الفوضى في المنطقة لتحقيق مكاسب خاصة.
وشدد البيان على أن “سوريا لم ولن تكون مصدر تهديد لأي طرف”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ودعم جهود استعادة الاستقرار في البلاد والمنطقة.
إسرائيل تهدد
من جهته، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولية مباشرة عن أي إطلاق نار باتجاه إسرائيل، متوعدًا بـ”رد كامل” في أقرب وقت، وذلك في تعليقه على انطلاق المقذوفات من سوريا.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي: “الرد الكامل سيأتي في أقرب وقت ممكن”، في إشارة واضحة إلى احتمال تنفيذ عمليات عسكرية موسعة في سوريا ردًا على الهجوم الصاروخي.
ماذا حدث؟
خرج الجيش الإسرائيلي، ليل أمس ببيان قال فيه، إنه رصد صاروخين أُطلقا من سوريا، وسقطا في مناطق غير مأهولة قرب بلدتي حاسبين ورمات ماغشيميم في جنوب الجولان. وأشار إلى أن مدفعيته ردت على الفور بقصف مواقع في الجنوب السوري.
ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في الـ 8 من ديسمبر الماضي. كما لم تسجل أي إصابات أو أضرار، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وقالت تل أبيب، إن القذائف أُطلقت من سوريا وسقطت في مناطق مفتوحة بمرتفعات الجولان، مشيرة إلى تفعيل صفارات الإنذار في المستوطنات القريبة، خاصة في بلدتي حاسبين ورمات ماغشيميم.
وبعد دقائق فقط من الحادث، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قواته بدأت بتنفيذ هجوم على الأراضي السورية ردًا على إطلاق الصواريخ.
إضافة لذلك قام سلاح الجو الإسرائيلي باختراق حاجز الصوت في الأجواء السورية، وذلك بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، التي قالت إن الجيش يرد على مصادر إطلاق النار، في حين لم تتوفر بعد معلومات مؤكدة بشأن طبيعة أو مدى الرد العسكري الإسرائيلي.