كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيدفع إسرائيل إلى الهاوية ساعيًا للفرار إلى ميامي في أمريكا

وكالات
في مقال رأي نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، قال الكاتب نحميا شتراسلر إن الوضع في إسرائيل مختل بطريقة خطط لها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإثارة الاتهامات والأحداث بما لا يدع مجالا للتمييز بين الصواب والخطأ، الخير والشر، والفشل والنجاح.
ونصح الكاتب، متابعيه بعدم تصفح المواقع الإخبارية التي قد تفسد عليهم أوقاتهم وعطلاتهم؛ إذ أنه “سيتفاجأ بأحداث تكفي لعام كامل في يوم واحد فقط”، مردفا “عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي الموسعة في غزة، مقاطعات عالمية، تعيينات غريبة، رحلات طيران تم إلغاؤها، مقترحات قوانين مختلة، تهديدات بإقالة النائب العام، تراجع في النمو”.
وفقا لشتراسلر، فإن كل ذلك يهدف إلى التلاعب بعقول الناس لتكون مسؤولية نتنياهو عن الفشل في الحرب وهجوم 7 أكتوبر غير مفهومة وتتبدد، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء اعتاد قبل تزايد الأحداث على إثارة ضجة إعلامية كل يومين لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن أخبار بعينها غير مريحة.
وفي مقاله، شبّه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب “الذي يفعل الشئ نفسه مع العالم كله”، قائلا إنهما يشتركان في كثير من الأمور، إذ أنهما نرجسيان وخبيران في إثارة الجنون، غير أن ترامب هو الأكثر تقلبا في مواقفه لأن “خططه لا تتخطى دورة الأخبار على شبكة فوكس نيوز”.
ويوضح الكاتب الإسرائيلي، أن ترامب قد يُقر رسوما جمركية في الصباح ثم يلغيها في المساء، بينما يتوصل وقت الغداء إلى اتفاق في غزة وينهي الحرب في أوكرانيا، وعندما لا يتحقق أي شئ، يعاود الإعلان عنه مجددا دون تردد، مضيفا “مستشاره الملياردير إيلون ماسك لم يتحمل الأمر واستقال”.
بالنسبة لنتنياهو، يرى الكاتب أنه يُغرق إسرائيل يوميا في الكارثة أكثر، فبعد أن كان الإسرائيليون يظنون أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو هجوم 7 أكتوبر 2023، والفشل في إدارة الحرب إلى جانب بقاء 58 أسيرا لا يزالون في غزة، والانقسام الداخلي والاقتصاد المتعثر، اتضح الآن أنه رئيس الوزراء يهدد وجود الدولة.
وبعد أن انتهى شتراسلر من ذكر أخطاء نتنياهو في الماضي مع حزب الله وإيران وحماس، أكد أنه يقود إسرائيل نحو هزيمة استراتيجية، يتراجع خلالها موقف إسرائيل وتتحول إلى دولة منبوذة بينما تتعزز مكانة حماس عالميا.
وأعاد الصحفي الإسرائيلي، التذكير بأنه كان بإمكان نتنياهو إنهاء الحرب قبل أشهر حينما وافقت الأطراف على قيادة قوة عربية لإدارة غزة بدلا من حماس، لكنه “يريد أن يغرقنا في رمال غزة المتحركة”.
وأضاف الكاتب: “هكذا يريد نتنياهو (نصرا شاملا) يمحي مسؤوليته عن هجوم 7 أكتوبر وفشل الحرب، لقد أعاد الجيش إلى غزة ليقصف كل ما يتحرك ويحمّل الدولة مسؤولية قتل الأطفال”.
يتابع شتراسلر: “أوروبا التي دعمتنا لشهور.. ها هي الآن تهددنا بفرض عقوبات اقتصادية، لكن نتنياهو لا يهمه سوى إلغاء محاكمته، ويحدث نفسه بأنه: (إذ أردتم سجني فلن أُسجن بمفردي.. سآخذكم معي وسأغرقكم في وحل غزة، سيكون ذلك انتقامي”.
واختتم الصحفي الإسرائيلي مقاله في “هآرتس”، بأنه بعد أن ينتهي نتنياهو من إغراق إسرائيل في وحل غزة ويفرض عليها العالم عقوبات خانقة، سيهرب برفقة زوجته وعائلته إلى ميامي الأمريكية، حيث “أعد له ابنه “الصهيوني الوطني” ملجأ فيها، وسينظر إلى الوطن المتحضر ويسخر من سذاجتنا، خاصة وأن زوجته سارة سُمعت وهي تقول: سنذهب إلى الخارج الوطن يمكن أن يحترق”.