خبيرة في شؤون الأسرة تشدد على ضرورة التعاون الجماعي لمكافحة العنف المدرسي بين الطلاب

خبيرة في شؤون الأسرة تشدد على ضرورة التعاون الجماعي لمكافحة العنف المدرسي بين الطلاب

كتب- أحمد الجندي:

طرحت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، سؤالًا مهمًا عبر منصاتها لأولياء الأمور حول أسباب انتشار العنف بين طلاب المدارس، وكيفية معالجة هذه الظاهرة التي باتت مقلقة.

غياب الرقابة وضغوط نفسية وأسر مفككة

جاءت ردود أولياء الأمور متنوعة، حيث رأى أحدهم أن العنف بين الطلاب ناتج عن طاقة زائدة غير مستغلة بسبب غياب الأنشطة المدرسية وقلة رقابة المعلمين، قائلاً: “دي طاقة ممكن نستغلها في الأنشطة والألعاب، لكن للأسف مفيش تنظيم ولا متابعة من المدرسين”.

بينما أشارت ولية أمر أخرى إلى دور الأسرة في تفاقم المشكلة، موضحة: “السبب الأساسي إن ولي الأمر دايمًا بينصف ابنه حتى لو غلط، وبيكابر لو حد وجهه أو نصحه”.

فيما أرجع ولي أمر ثالث الأمر إلى “غياب التربية، والبعد عن الدين والقيم الأخلاقية”، مؤكدًا أن تلك القيم هي أساس أي سلوك منضبط. وأضافت أخرى أن الضغط النفسي المستمر من الدروس والامتحانات الصعبة يدفع الطلاب للتصرف بعنف: “الطالب طول السنة مضغوط وده بيخليه يعبر عن غضبه بشكل عدواني”.

ورأى آخر أن المشكلات الاجتماعية مثل كثرة حالات الطلاق وغياب دور الأخصائي الاجتماعي، إضافة إلى غياب المجالس الفعّالة بين أولياء الأمور والمعلمين، كلها أسباب تؤدي إلى تفشي العنف بين الطلاب.

من جانبها، أكدت داليا الحزاوي أن أحداث العنف الأخيرة التي وقعت خلال امتحانات الشهادة الإعدادية، من تكسير أثاث المدارس والتعدي على المراقبين، “تستدعي وقفة جادة وصارمة”، مشيرة إلى أن الوضع بات كارثيًا ويتطلب إجراءات فورية.

وقالت الحزاوي: “من حق أبنائنا بيئة تعليمية آمنة، ومن حق المعلم أن يعمل في مناخ صحي، ولن يتحقق ذلك إلا بتغليظ العقوبات على الطلاب المتجاوزين ليكونوا عبرة لغيرهم. من أمن العقاب أساء الأدب”.

دعوة لتعاون الأسرة والمدرسة والإعلام

وأضافت الحزاوي أن مواجهة ظاهرة العنف في المدارس تتطلب تعاونًا حقيقيًا بين الأسرة والمدرسة والإعلام، مشيرة إلى أن التربية تبدأ من البيت، والأسرة ليست فقط مسؤولة عن توفير الاحتياجات المادية، بل لها دور رقابي وتوجيهي كبير في تربية الأبناء.

وأوضحت أن بعض الأسر تساهم دون قصد في تعزيز السلوك العنيف لدى أبنائها، سواء من خلال العنف داخل المنزل أو التربية القاسية، مما ينعكس على سلوكيات الأطفال في المدرسة.

الإعلام والمدارس شركاء في المسؤولية

ولفتت الحزاوي إلى الدور السلبي لبعض الأعمال الدرامية التي تبث عبر الشاشات، قائلة: “الإعلام بيصور البلطجي كأنه بطل ونجم، وده بيساهم في تكوين قدوة خاطئة عند الطلاب”، كما أشارت إلى تقصير بعض المدارس في توفير الأنشطة الرياضية والثقافية، التي تعد وسيلة فعالة لتهذيب السلوك وتعزيز القيم الإيجابية مثل التعاون وضبط النفس، موضحة أن غياب الأخصائيين الاجتماعيين وضعف خطط تعديل السلوك يزيد من تفاقم الأزمة.

واختتمت الحزاوي حديثها بتوجيه دعوة إلى جميع الجهات المعنية للتحرك العاجل، قائلة: “الوقت لم يفت، ولكن يداهمنا وعلينا البدء فورًا باتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاج هذه الظاهرة، عبر شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة والإعلام، لتأمين مستقبل أبنائنا التعليمي والنفسي”.

اقرأ أيضاُ:

“المعلمين”: وفاة معلم في حادث سير عقب عودته من لجنة إعدادية بالقاهرة

تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة “ساسكوني مصر”