مجزرة أسرية في اليوم الأول من العيد… شاب يهاجم عائلته بطعنات في الشرقية

مجزرة أسرية في اليوم الأول من العيد… شاب يهاجم عائلته بطعنات في الشرقية

الشرقية ياسمين عزت :

كانت تكبيرات العيد تملأ الأفق، والمآذن تصدح بأصوات الفرح، والقرية الصغيرة بكاملها تتهيأ لاستقبال صباح العيد بقلوب فرحة وملابس جديدة وأمنيات بيضاء. لكن منزلًا واحدًا في قرية “كشيك” التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، غابت عنه الفرحة، وكتب له أن يستقبل العيد على دماء لا تُمحى من الذاكرة.

في ذلك الصباح، عاد الشاب الجامعي “أحمد” — 22 عامًا — إلى بيته بعد صلاة عيد الأضحى، لم يكن يحمل معه ضحية للعيد كما يفعل الآخرون، بل كان يحمل سكينًا حادًا — من النوع المخصص للذبح — قرر به أن يذبح أسرته.

دخل المطبخ بخطوات هادئة، وهناك كانت الأم “ابتسام” تحضّر وجبة الإفطار، وما إن استدارت لتسأله عن صلاته، حتى غرس السكين في جسدها مرات ومرات. لم تصرخ طويلًا، لكنها سقطت على الأرض غارقة في دمائها، وكانت هذه أولى صرخات الرعب التي ملأت أرجاء البيت.

الأب “عبد السلام” سمع الصراخ، اندفع نحو المطبخ، لكنه لم يُصدّق ما رآه: زوجته تسبح في بركة دم، وابنه يقف فوقها والسكين لا تزال في يده. حاول أن يوقفه، فطعنه هو الآخر طعنات جعلته بين الحياة والموت.

في الطابق الأعلى، كانت الأختان “ندى” و”ياسمين” تستعدان للعيد ككل بنات القرية، لكن أصوات الصراخ أيقظتهما من بهجة اليوم. ركضتا صوب المطبخ، لتفاجأ “ندى” بأخيها ينقضّ عليها ويسدد لها طعنات كانت كفيلة بإنهاء حياتها لولا العناية الإلهية. أما “ياسمين”، فقد ركضت بكل ما أوتيت من خوف، لم تتوقف إلا بعد أن خرجت من البيت، وأنفاسها تتلاحق، وقلبها يرتجف في صدرها.

وقفت في الشارع تبكي، تتساءل: “هل ما حدث حقيقي؟ هل أمي ميتة؟ هل أبي ونُدى على قيد الحياة؟” لم تملك الشجاعة للعودة، ولم يكن أحد من الجيران قد فهم ما يجري.

الأم ماتت في المطبخ، جسدها لا يزال ينزف عندما وصلت سيارات الإسعاف. الأب والابنة نُقلا في حالة حرجة إلى المستشفى. أما “أحمد”، فقد سيطرت عليه الشرطة لاحقًا، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة حقيقة حالته النفسية التي قال الأهالي إنها كانت غير مستقرة منذ فترة.