مدينة خفية تحت معابد الكرنك.. اكتشاف أثري حديث في الأقصر

مدينة خفية تحت معابد الكرنك.. اكتشاف أثري حديث في الأقصر

الأقصر – محمد محروس:

كشفت البعثة المصرية الفرنسية المشتركة العاملة في معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، عن أقدم مدينة ومستوطنة أثرية تعود لعصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، وذلك في أقصى الركن الجنوبي الشرقي من مجمع المعابد.

ويعد هذا الكشف هو الثاني من نوعه خلال العام الجاري، ويشكل إضافة أثرية فريدة تسلط الضوء على جوانب جديدة من الحياة القديمة في تلك الحقبة.

وأكدت مصادر أثرية بمعابد الكرنك أن البعثة، التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، بدأت أعمال الحفائر في هذه المنطقة منذ عام 2021، حيث أسفرت أعمال التنقيب المتواصلة عن العثور على مدينة متكاملة ظلت مأهولة لفترة تزيد عن ألف عام، مما يعكس استمرارية النشاط البشري والعمراني في الموقع على مدار قرون.

وتقع هذه المدينة بين السور القديم المصنوع من الطوب اللبن، والذي شيده الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة في عصر الدولة الحديثة، والسور الضخم الذي يحيط بمجموعة معابد الكرنك، والذي يرجع تاريخه إلى عهد الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين.

وأوضحت المصادر أن الكشف الجديد يمثل أقدم مدينة عمالية تم العثور عليها في محيط معابد الكرنك، ويُعتقد أنها كانت تضم مساكن للعمال والخدم والكهنة وربما مواقع لصناعات حرفية، وهو ما سيسهم في إعادة تشكيل فهمنا لتخطيط الكرنك ووظائفه اليومية في العصور القديمة.

ومن المتوقع أن تفتح هذه الاكتشافات الباب أمام مزيد من الأبحاث الأثرية، التي قد تساهم في كشف المزيد من أسرار معابد الكرنك، أحد أعظم المواقع الدينية في التاريخ المصري القديم.