استشهد في أتون النيران.. وفاة ‘السائق البطل’ بعدما أنقذ المدينة من المأساة

استشهد في أتون النيران.. وفاة ‘السائق البطل’ بعدما أنقذ المدينة من المأساة

الشرقية – ياسمين عزت:

توفي صباح ثالث أيام عيد الأضحى، السائق خالد محمد شوقي، ابن محافظة الدقهلية، الذي سطر قصة بطولية خالدة ستبقى في ذاكرة الناس طويلًا، بعد أن أنقذ مدينة كاملة من كارثة محققة بمحافظة الشرقية.

تعود تفاصيل الحادثة إلى الأسبوع الماضي، عندما كانت سيارة خالد تتزود بالوقود في إحدى محطات البنزين بمدينة العاشر من رمضان، قبل أن يتعرض خزان الوقود لعطل مفاجئ أدى إلى سخونته ثم انفجاره، لم يفكر خالد كثيرًا، فقط أدرك أن المكان يعج بالمواطنين وأن أي لحظة تأخير قد تعني كارثة إنسانية.

وبشجاعة نادرة، قاد السيارة المشتعلة بنفسه، رغم أن النيران كانت قد بدأت في التهام جسده. لم يتوقف أو يستغث، بل واصل القيادة مبتعدًا عن المحطة والمارة، حتى وصل إلى مكان خالٍ من السكان، ثم ترجّل منها والنار تلتهم جسده.

نُقل خالد إلى المستشفى مصابًا بحروق بالغة، في مشهد أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بموجات من الدعاء والدعم، حيث طالب الآلاف بنقله لتلقي العلاج على نفقة الدولة، وبالفعل، استقبله مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، وبدأ رحلة صراع مؤلمة مع الألم… لكنه لم يُكملها، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه.

خالد لم ينقذ فقط من في المحطة، بل أنقذ أرواحًا لا تُعد، وفعلًا صدق فيه قول الله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، و”من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.

رحل البطل، لكن قصته باقية، تُروى للأجيال، وتُثبت أن البطولة الحقيقية لا تحتاج لرتبة أو منصب… بل لضمير حي، وقلب لا يخاف من النار إذا كانت لأجل حياة الآخرين.

اقرأ أيضا:

شجاعة في قلب النار.. قصة سائق ضحى بجسده لحماية الآلاف بالعاشر من رمضان- فيديو وصور