الزيارة الأخيرة للعيد.. خيانة قاتلة تودي بحياة أستاذ جامعي في أسيوط

الزيارة الأخيرة للعيد.. خيانة قاتلة تودي بحياة أستاذ جامعي في أسيوط

أسيوط ـ محمود عجمي:

خيّم الحزن على قرية العزايزة بمركز الغنايم في محافظة أسيوط، بعد أن تحولت زيارة عائلية إلى مأساة دامية راح ضحيتها أحد أبنائها البارزين، الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر وعضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بعد أن سقط ضحية لرصاصة طائشة في مشاجرة عائلية لم تكن .

الدكتور محمد، الذي يقيم في القاهرة، قرر هذا العام أن يقضي إجازة عيد الأضحى بين أهله وأشقائه في مسقط رأسه، باحثًا عن دفء العائلة وهدوء القرية، بعيدًا عن زحام القاهرة، لم يكن يعلم أن هذه الزيارة ستكون الأخيرة، وأن القدر يخبئ له نهاية مأساوية في خامس أيام العيد.

في لحظة عابرة، وبينما كان جالسًا مع أسرته في منزل العائلة، اندلعت مشادة كلامية بين أبناء عمومته بسبب خلاف قديم على قطعة أرض، الكلمات تتصاعد، والأصوات تعلو، وفي لمح البصر تحول النقاش إلى اشتباك بالأسلحة النارية؛ رصاصة قاتلة اخترقت جسد الدكتور محمد، الذي سقط على الأرض وسط ذهول وصرخات أهله، بينما أصيب أربعة آخرون في المشاجرة.

فور وقوع الحادث، تلقى اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، وانتقلت قوات الشرطة والإسعاف إلى موقع الجريمة، وتبين أن المشاجرة وقعت بين أبناء عمومة، وأسفرت عن مقتل الدكتور محمد عبد الحليم (35 عامًا)، وإصابة كل من “علي.ع.ع” (26 عامًا)، و”محمود.ع.ع” (32 عامًا)، و”أحمد.ع.ع” (50 عامًا)، و”حسن.أ.خ” (29 عامًا)، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الغنايم المركزي لتلقي العلاج.

تمكنت قوات الأمن من السيطرة على الموقف، وألقت القبض على المتهمين، فيما تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

ونعت لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، ببالغ الحزن والأسى، الدكتور محمد عبد الحليم، عضو هيئة التدريس بكلية التربية بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، الذي لقي مصرعه في جريمة ثأرية أثناء قضاء إجازة عيد الأضحى في مسقط رأسه بقرية العزايزة التابعة لمركز الغنايم بمحافظة أسيوط.

وفي بيان رسمي، أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن بالغ حزنه لرحيل الدكتور محمد عبد الحليم، الباحث بوحدة الدراسات والبحوث، مشيرًا إلى أن الفقيد كان من الكفاءات العلمية المتميزة، وقدم خلال فترة عمله بالمرصد إسهامات علمية وتوعوية بارزة، كان لها أثر ملموس في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الفكر المتطرف، لا سيما بين فئة الشباب.

وأكد المرصد أن الدكتور محمد كان مثالًا للباحث الجاد والمثابر، وصاحب فكر مستنير، مشددًا على أن بصماته ستظل حاضرة في ذاكرة المؤسسة، وأن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للوسط العلمي والدعوي.

كما نعى الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف، الفقيد، واصفًا إياه بأنه “باحث مخلص وفاضل”، مشيرًا إلى أن “روحه الطاهرة فاضت إلى بارئها إثر استهدافه بيد غدر آثمة”، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.