مريم تتفوق في “مدرسة الأزهر للمكفوفين”: أختي كانت تنير لي الطريق

الشرقية – ياسمين عزت:
حصدت الطالبة مريم إبراهيم الدسوقي، من قرية الجديدة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، المركز الثالث على مستوى الجمهورية في الشهادة الابتدائية الأزهرية لفئة ذوي الهمم “مكفوفين”، مؤكدةً أن تفوقها جاء بفضل الله أولًا، ثم بمساندة شقيقتها الكبرى التي كانت تمثل لها البصر والعون طوال العام الدراسي.
في حديثها لـ”مصراوي”، أعربت مريم عن امتنانها لما حققته، موضحة أن دعم شقيقتها لم يقتصر على القراءة فقط، بل تجاوز ذلك لتكون بمثابة الأم الثانية والداعم المعنوي والمرافق الدائم. وقالت: “أختي الكبيرة هي عيوني اللي بشوف بيهم، ومن غيرها مكنتش أوصل للي وصلت له”.
تنتمي مريم لأسرة بسيطة، إذ يعمل والدها عاملًا في أحد المصانع، ووالدتها لم تحظَ بفرصة التعليم، بينما يعاني شقيقها الأكبر من فقدان البصر أيضًا، ويكمل دراسته بالمرحلة الثانوية. وأوضحت أن روح التعاون والدعم المتبادل داخل الأسرة كانت الحافز الأكبر في تخطي الصعوبات.
وتابعت: “بذاكر من خلال الكمبيوتر، أسجل الدروس بصوت أختي وأسمعها، وبعدها نراجع سوا، وأخويا بيحفّظني القرآن وبيعرفني أحكامه”، مضيفة أن شقيقتها الكبرى حفظت المنهج كاملًا لتتمكن من مساعدتها.
وأكدت مريم أن ارتباطها بالقرآن الكريم كان ركيزة أساسية في رحلتها التعليمية، فهو مصدر الطمأنينة والنور في حياتها اليومية. وأضافت أنها تتمنى أن تواصل دراستها بالأزهر الشريف حتى تتخرج وتصبح محفظة للقرآن الكريم، وناشرة لعلومه.