عاجل.. الطاقة والماء والصناعة.. إسرائيل أضعفت القوة الاقتصادية لنظام خامنئي

عاجل.. الطاقة والماء والصناعة.. إسرائيل أضعفت القوة الاقتصادية لنظام خامنئي

الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران اليوم لا يُمثل ضربة عسكرية وسمعية قاسية للنظام الإيراني فحسب، والذي سيُجبر على الرد، بل يُمثل أيضًا مأساة اقتصادية حقيقية، لم يقتصر الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالبرنامج النووي على المنشآت نفسها، بل طال أيضًا محيطه الاقتصادي والبشري.

من منظور اقتصادي، يُمثل اغتيال الجنرال غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء، و رئيس شركة خودارد أباد، ضربةً قاسيةً للإيرانيين، يشغل رشيد منصبه منذ عقد، وحتى لو عُيّن بديلٌ له، فإن التجارب السابقة تُثبت أن اغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين المتفوقين في مناصبهم، مثل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، يُمثل ضربةً يصعب التعافي منها. 

يُعتبر خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، ضعيفًا وهزيلًا، ولم يعد فيلق القدس تحت قيادته التنظيم القوي الذي كان عليه في السابق.

 قلب اقتصاد النظام

سيُشكّل اغتيال رشيد مشكلةً للبنية التحتية الاقتصادية والعسكرية لإيران، على الأقل على المدى القريب، كونه قائدًا مركزيًا يرأس منظمةً تُمثّل قلب اقتصاد النظام، وهي منظمة مسؤولة عن العديد من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك في قطاعي الطاقة والبناء، وتُمثّل الذراع الاقتصادي المركزي للحرس الثوري. 

من وجهة نظر إيران، قد يؤثر هذا الضرر على قدرتها على ترميم البنية التحتية وإدارة المشاريع الاقتصادية الكبرى، ويزيد من الاضطرابات الداخلية.

أنصار الثورة الإسلامية 

 تُعدّ منظمة أنصار الثورة الإسلامية الذراع الاقتصادي الأهم لنظام آية الله، تأسست عام 1989 بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي، بهدف المساهمة في إعادة إعمار إيران بعد الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، توسّع نفوذها وأصبحت القوة المهيمنة في سلسلة طويلة من القطاعات الاقتصادية داخل إيران، بل إنها أحيانًا تُشكّل شروطًا للحكومة نفسها.

نظام العقوبات واستبعاد الشركات الأجنبية 

بسبب نظام العقوبات واستبعاد الشركات الأجنبية من الاقتصاد الإيراني، أصبحت شركة KAA أكبر مقاول للمشاريع الحكومية في إيران، وتشارك في مجموعة واسعة من القطاعات المربحة، أبرزها النفط والغاز “بما في ذلك حقول الغاز الرئيسية مثل حقل جنوب فارس، أكبر حقل غاز في إيران”، والبناء، والصناعة، والتعدين، والزراعة، وتطوير الطرق، ومشاريع المياه، والسدود، والسكك الحديدية، والأنفاق، والمباني العامة، والبنية التحتية الطبية.

 الذراع الهندسية للحرس الثوري

تنبع أهمية المنظمة للاقتصاد الإيراني من عدة أسباب، أولًا، كونها الذراع الهندسية للحرس الثوري، فهي مسؤولة عن تنفيذ مشاريع مهمة وحساسة، مما يسمح لها بالتأثير على المؤسسة الدينية والسياسية في البلاد. 

تُعتبر شركة KAA شركة قابضة قوية، تسيطر على أكثر من 800 شركة داخل إيران في قطاعات متنوعة، وتشارك في مئات المشاريع الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد. ومن بين أمور أخرى، حصلت KAA على العديد من العقود لتطوير حقول غاز ونفط رئيسية، في ظل غياب نشاط الشركات الأجنبية بسبب العقوبات.

المشروع النووي

تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى أنشطتها الاقتصادية، تشارك شركة KAA أيضًا في مشاريع ذات أهمية استراتيجية، بما في ذلك المشروع النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية، وبالتالي أصبح رئيسها هدفًا مختارًا للإزالة.