عاجل.. وفاة المشتبه فيه بالتنقيب عن الآثار في قصر “ثقافة الطفل” بالأقصر أثناء وجوده في السجن.. تفاصيل جديدة

عاجل.. وفاة المشتبه فيه بالتنقيب عن الآثار في قصر “ثقافة الطفل” بالأقصر أثناء وجوده في السجن.. تفاصيل جديدة

شهدت محافظة الأقصر، اليوم السبت، تطورًا جديدًا في قضية التنقيب عن الآثار أسفل مبنى قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود، حيث توفي المتهم “جمال أحمد محمد”، الشهير بـ”مقاول الأنفار”، داخل محبسه بقسم شرطة بندر الأقصر، أثناء احتجازه على ذمة التحقيقات في الواقعة.

وبحسب تقرير مفتش الصحة بمحافظة الأقصر، فإن “جمال أحمد”، وهو في العقد الخامس من العمر، تُوفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الكرنك الدولي التابعة لهيئة الرعاية الصحية.

وعقب الوفاة، انتقل فريق من النيابة العامة لمناظرة الجثمان، وأمرت بندب الطبيب الشرعي لإعداد تقرير تفصيلي لتحديد السبب الدقيق للوفاة وبيان ما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه.

حبس 5 متهمين من العاملين بشركة مقاولات

وكانت النيابة العامة قد أمرت سابقًا بحبس 5 متهمين من العاملين بشركة مقاولات، من بينهم “جمال أحمد محمد”، على خلفية اتهامهم بالتنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل، وذلك لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد في حينه. المتهمون موزعون بين محافظة الأقصر وعدد من محافظات الوجه البحري.

تنفيذ أعمال صيانة مجانية

وتعود تفاصيل القضية إلى عرض تقدمت به شركة مقاولات من محافظة أسوان لتنفيذ أعمال صيانة مجانية داخل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود، مقابل دعاية إعلامية للشركة باعتبارها الجهة القائمة على أعمال الترميم. ووافقت الجهات المعنية على المقترح بعد التنسيق مع المحافظة ومجلس المدينة، وتم تخصيص الموقع – وهو عبارة عن شقتين بمساحة 140 مترًا في دور أرضي بإحدى عمارات الإسكان الاجتماعي – وبدأت الشركة العمل فيه بتاريخ 25 فبراير الماضي.

هبوط أرضي مفاجئ أمام المبنى

لكن بعد أيام، وقع هبوط أرضي مفاجئ أمام المبنى، مما كشف عن وجود حفرة عميقة، وعلى الفور تم تشكيل لجنة أثرية ثلاثية من منطقة آثار الأقصر لفحص الموقع.

وأفادت اللجنة أن الحفرة عمقها 5 أمتار وطولها 9 أمتار، وتشكل سردابًا على هيئة حرف “L”، وتم العثور بداخلها على أدوات حفر (كوريك، مقطف، مصابيح، أقنعة أكسجين)، إلى جانب أمفورة أثرية كاملة تعود للعصر الروماني، وأوانٍ فخارية وطوب يعود للعصر البطلمي، ما يشير إلى احتمالية وجود كشف أثري مهم أسفل المبنى.

وخلص تقرير اللجنة إلى أن المتهمين بيتوا النية للحفر خلسة، وقاموا بتجهيز الموقع بالكامل بأساليب معيشة ومعدات احترافية للتنقيب عن الآثار، دون أي وجود فعلي لأعمال ترميم أو صيانة.

وتستكمل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، وسط ترقب حول ما ستسفر عنه نتائج تقرير الطب الشرعي بشأن وفاة “جمال أحمد محمد”، وما إذا كانت الوفاة طبيعية أم أن هناك شبهة جنائية مرتبطة بملابسات القضية.