عاجل.. خبير يوضح لمصر تايمز مستقبل الذهب والنفط في ظل ظروف الحرب ويتوقع حدوث أزمة غذائية

حذر الخبير الاقتصادي سمير رؤوف من التداعيات الاقتصادية الخطيرة الناتجة عن التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن الأسواق العالمية دخلت موجة اضطرابات حادة أثرت بالفعل على أسعار الذهب والدولار والنفط، وتنعكس سلبيًا على الاقتصاد المصري وحركة التجارة الدولية.
الذهب في طريقه لـ5000 دولار.. والملاذات الآمنة تعود بقوة
وقال رؤوف في تصريح خاص لـ “مصر تايمز” إن أسعار الذهب تشهد موجة صعود قوية، متوقعًا أن تصل إلى 5000 دولار للأوقية في حال استمر التوتر الإقليمي، موضحًا: “توقعنا هذا السيناريو منذ الضربة العسكرية الأولى بين إيران وإسرائيل قبل أشهر، وتصريحات قادة كبار مثل ترامب وماكرون تؤكد أن التدخل الدولي في النزاع قد يقود إلى أزمة اقتصادية عالمية”.
وأكد أن الذهب عاد ليكون الملاذ الآمن الأول وسط مخاوف انهيار بعض العملات الورقية، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد تدميرًا كاملاً لبعض العملات بسبب تسارع وتيرة الأحداث.
البيتكوين والعملات الرقمية منافس شرس للذهب
وأشار سمير رؤوف إلى أن العملات الرقمية المشفرة، مثل البيتكوين، اليوان الرقمي، واليورو الإلكتروني، بدأت تحقق ارتفاعات لافتة، مضيفًا: “هذه الأصول باتت منافسًا حقيقيًا للذهب، وستدخل بقوة في النظام المالي العالمي، خاصةً في ظل التوجه نحو التخلص من العملات الورقية التقليدية”.
وحذر من أن استمرار ارتفاع الذهب سيجعل تملكه أصعب بالنسبة للمستثمرين الصغار، ما يدفع البعض للاتجاه إلى الفضة، التي ما تزال أسعارها منخفضة نسبيًا وتشهد عمليات مضاربة مكثفة.
الطلب على النفط يرتفع بفعل الحرب.. ومضيق هرمز عامل ضغط إضافي
وأكد رؤوف أن الطلب على النفط الخام يشهد ارتفاعًا حادًا نتيجة تحريك المعدات العسكرية في مناطق الصراع، لافتًا إلى أن إغلاق مضيق هرمز أو التهديد بذلك يعطّل سلاسل الإمداد العالمية، ويرفع تكلفة النقل والتوريد.
وقال: “على سبيل المثال، السعودية تُصدر النفط للصين عبر مضيق هرمز، وإذا اضطروا لاستخدام طرق بديلة ستكون التكاليف مضاعفة، وهو ما سيؤدي لارتفاع كبير في أسعار الطاقة عالميًا”.
وأوضح أن شركات الطيران كذلك ستتكبد خسائر كبيرة نتيجة إغلاق الأجواء في بعض المناطق، مما يضيف عبئًا إضافيًا على الاقتصاد العالمي.
تأثير مباشر على مصر: فرصة للتصدير ومأزق داخلي
تأثير الأزمة على الاقتصاد المصري، قال سمير رؤوف إن مصر ستكون مركزًا مهمًا لتصدير المنتجات الغذائية إلى الدول المضطربة التي ستعاني من نقص في الزراعة والمخزون الاستراتيجي، لكن في المقابل سيواجه المستهلك المصري موجة غلاء جديدة.
وأضاف: “التجار سيتجهون للتصدير، وهو أمر مفيد لهم من حيث الأرباح، لكن الطلب المحلي سيعاني من نقص في المعروض، وبالتالي سترتفع الأسعار بشدة، خاصة في ظل محدودية الإنتاج مقارنة بالطلب الخارجي الطارئ”.
كما أشار إلى أن حركة المرور في قناة السويس ستتأثر سلبًا نتيجة التوترات الآسيوية، ما قد يقلل من دخل القناة في الفترة المقبلة.
الدولار يعود للصعود.. وضغوط على الجنيه المصري
وفيما يتعلق بأسعار الصرف، أكد رؤوف أن الدولار الأمريكي عاد إلى الارتفاع بعد أن كانت الحكومة المصرية نجحت مؤخرًا في تهدئة السوق وخفضه نسبيًا، مشيرًا إلى أن: “التوترات السياسية والعسكرية تجعل الدولار ملاذًا آمنًا، وبالتالي تعود الضغوط على الجنيه المصري من جديد، ما يعني موجة تضخم متوقعة ما لم يتم التدخل بضبط السوق وسلاسل الإمداد”.
الشرق الأوسط يقود الاقتصاد العالمي إلى مرحلة حرجة
واختتم سمير رؤوف تصريحاته بالتأكيد على أن الصراع الإيراني الإسرائيلي أصبح المحرك الرئيسي لكافة التحولات الاقتصادية الراهنة، من ارتفاع أسعار الذهب والنفط، إلى اضطرابات سلاسل التوريد، واهتزاز الثقة في العملات الورقية.
وقال: “ما يحدث الآن هو مقدمة لمرحلة جديدة من حرب عملات وصراعات اقتصادية قد تعيد تشكيل النظام المالي العالمي بالكامل، ومصر تحتاج إلى خطة دقيقة لتقليل الأثر السلبي واغتنام الفرص المتاحة في آنٍ واحد”.