في ذكراه.. نجيب الريحاني “الساخر الحزين” الذي أسقط دموعنا من وراء الابتسامة

في ذكراه.. نجيب الريحاني “الساخر الحزين” الذي أسقط دموعنا من وراء الابتسامة

في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى رحيل واحد من أعظم رموز الكوميديا في العالم العربي، الفنان نجيب الريحاني، الملقب بـ”الضاحك الباكي”، الذي غادر عالمنا في 8 يونيو عام 1949، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يزال حيًّا في القلوب والعقول.

 لم يكن مجرد فنان يرسم الابتسامة، بل كان مرآة ساخرة للمجتمع، يسلط الضوء على قضاياه بخفة ظل وعبقرية فنية نادرة.

 

وُلد الريحاني في 21 يناير 1889 بحي باب الشعرية في القاهرة لأب عراقي كلداني وأم مصرية قبطية، ونشأ في بيئة متواضعة، حملت في طياتها الكثير من التحديات التي صاغت روحه الإنسانية والفنية. شغفه المبكر بالفن قاده إلى المسرح، وهناك أسس فرقته المسرحية التي حملت اسمه، ليُطلق من خلالها عددًا من أهم الأعمال التي أسست لفن الكوميديا الاجتماعية، مثل: “كشكش بيه” و”حمار وحلاوة” و”الجنيه المصري”.

تميز أسلوب الريحاني بمزج متقن بين الضحك والنقد، حيث كان من أوائل من استخدموا الكوميديا كأداة لتمرير رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة، وبذلك لم تكن ابتسامته سطحية، بل نابعة من قلب يئن خلف الكواليس. عاش الريحاني حياة مليئة بالتقلبات، بين الوحدة والصراعات الشخصية، وبين الأضواء التي لم تنجح في إخفاء حزنه العميق، ما أكسبه لقب “الضاحك الباكي” عن جدارة.

 

ورغم رحيله المبكر، إلا أن أعماله بقيت خالدة، وعلى رأسها فيلم “غزل البنات”، الذي صدر بعد وفاته، وشارك فيه بجوار ليلى مراد وأنور وجدي، وودّع من خلاله الجمهور والسينما على أنغام “عاشق الروح” التي غناها له محمد عبد الوهاب في مشهد لا يُنسى، لا يزال يُبكي محبيه حتى اليوم.