الدفاع المدني في غزة يرد على اتهامات الجيش الإسرائيلي تجاه المتحدث الرسمي له.

الدفاع المدني في غزة يرد على اتهامات الجيش الإسرائيلي تجاه المتحدث الرسمي له.

أصدر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الإثنين، بيانا شديد اللهجة رفض فيه اتهامات وصفها بـ”التحريضية” وجهها الجيش الإسرائيلي ضد الجهاز وناطقه الرسمي، محمود بصل، محذرا من أهداف هذه الادعاءات التي قال إنها تهدف إلى “طمس الحقيقة” و”تكميم الأفواه “لتغطية ما وصفه بـ”جرائم الاحتلال” في القطاع.

وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن حملة إعلامية “ممنهجة” تستهدف تشويه سمعة الدفاع المدني، الذي يعمل كجهاز خدماتي إنساني مستقل، من خلال نشر رسائل إلكترونية لوكالات أنباء دولية ووسائل إعلام، تتهم الناطق الرسمي بصل بالانتماء لحركة حماس منذ عام 2005، وتصف الجهاز بأنه “غير مستقل ولا إنساني”.

ونفى البيان هذه الادعاءات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن بصل يعمل مع الجهاز منذ 2008، وأن مهمته تنحصر في “نشر الرسالة الإنسانية “وإبراز معاناة الفلسطينيين جراء “العدوان الإسرائيلي والحصار”.

وأوضح البيان أن جهاز الدفاع المدني يتابع “بقلق بالغ “ما وصفه بـ”الدعاية السوداء “التي يروجها الجيش الإسرائيلي عبر أدواته الإعلامية، والتي تهدف إلى “النيل من الرسالة النبيلة” للجهاز.

وأضاف أن هذه الحملة تأتي في سياق محاولات “طمس الحقيقة” وتغطية “الجرائم البشعة” التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، فضلا عن “انتهاكاته المستمرة للقانون الإنساني الدولي”.

وأكد الدفاع المدني أن الجهاز يحرص على “الابتعاد عن أي لون سياسي أو تنظيمي”، مشيرا إلى أن هذا الموقف تم تأكيده مرارا للمنظمات الدولية التي تتعاون معه.

وحذر البيان من أن استهداف الجهاز وناطقه الرسمي قد يكون مقدمة لـ”مؤشر خطير” قد تكون له عواقب وخيمة.

وكان الجيش الإسرائيلي نشر بيانا أمس الأحد، زعم فيه أن بصل، هو “مخرب ناشط” في حركة حماس، مشيرا إلى “وثائق تم العثور عليها في غزة تثبت ارتباطه بالحركة”.

ودعا الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام والصحفيين إلى “توخي الحذر” من التصريحات الصادرة عن الدفاع المدني، واصفاً بعضها بأنها “حرب نفسية مموهة “تهدف إلى خدمة “بروباجندا حماس”.

وأضاف البيان الإسرائيلي أن بصل، الذي يقدم نفسه كمتحدث رسمي باسم الدفاع المدني، “ليس إلا واجهة لمنظمة إرهابية”، متهماً إياه بالعمل على تضليل الرأي العام الدولي.

وفي رده على هذه الاتهامات، دعا جهاز الدفاع المدني المنظمة الدولية للحماية المدنية وجميع المؤسسات الحقوقية ودعاة حرية الصحافة إلى “التدخل العاجل” لوقف ما وصفه بـ”التحريض المنظم” من جانب إسرائيل.

وشدد البيان على أن الجهاز لا يعمل لصالح “أجندة حزبية أو إرهابية”، وأن رسالته الوحيدة هي تقديم الخدمات الإنسانية لسكان غزة الذين يواجهون “حرب إبادة” منذ أشهر.

وأكد الدفاع المدني أن عمله يتركز على إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع، جراء الحصار المستمر والعمليات العسكرية.

وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً مستمراً في الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بفرض حصار مشدد يفاقم الأزمة، بينما تقول إسرائيل إنها تستهدف “البنية التحتية العسكرية” لحماس في القطاع.

ولم يصدر تعليق فوري من المنظمة الدولية للحماية المدنية أو منظمات حقوقية أخرى حول هذه الاتهامات.

ويبقى هذا التصعيد الإعلامي مؤشراً على استمرار التوتر بين الجانبين، في ظل غياب أي بوادر لتهدئة ميدانية أو سياسية في الأفق.