هل ثمة مدينة مدفونة تحت أهرامات الجيزة؟ اكتشاف باستعمال الرادار يثير جدلاً عالمياً

أثار فريق من الباحثين الإيطاليين والاسكتلنديين جدلًا واسعًا في الأوساط الأثرية والعلمية، بعد إعلانهم عن اكتشاف بنية تحتية ضخمة أسفل أهرامات الجيزة، زاعمين وجود مدينة مخفية ثانية تربط بين الأهرامات الثلاثة الكبرى وتمثال أبو الهول الشهير.
تقنية متقدمة تكشف عن مجمع تحت الأرض
بحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، استخدم الفريق البحثي تقنية رادارية متطورة يُعتقد أنها كشفت عن مجمع ضخم تحت الأرض يمتد بين هرم خوفو، هرم خفرع، هرم منقرع، وصولًا إلى أبو الهول.
وقال فيليبو بيوندي، خبير الرادار في جامعة ستراثكلايد الإسكتلندية، إن التحليلات تشير إلى احتمال بنسبة 90% بوجود ممرات وأنفاق خفية تربط بين هذه المعالم الأثرية.
تشكيك علمي واسع في مصداقية الاكتشاف
وبالرغم من الزخم الإعلامي، فإن البحث لم يُنشر حتى الآن في أي مجلة علمية محكمة، ولم يخضع لمراجعة أكاديمية مستقلة، ما دفع عددًا من علماء الآثار للتشكيك في صحة النتائج، ووصفها بعضهم بأنها “غير واقعية” وتفتقر إلى “الدقة العلمية”.
ومن أبرز المعارضين، جاء تعليق دكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق، الذي وصف الدراسة بأنها “محض هراء”، وأكد أن تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) لا تستطيع اختراق الأرض لأكثر من بضع بوصات، وبالتالي لا يمكنها الكشف عن هياكل تقع على عمق يُقدر بـ2000 قدم، كما يدعي الباحثون.
أسطورة قاعة السجلات تعود للواجهة
رغم غياب الأدلة العلمية القاطعة، أعاد هذا الإعلان إحياء نظريات قديمة حول أسرار مدفونة تحت أهرامات الجيزة، حيث يعتقد بعض أنصار نظريات الحضارات المفقودة أن هذه المنطقة تضم مدينة تعود لحضارة سبقت الفراعنة بآلاف السنين، ويُقدر عمرها بنحو 38 ألف عام.
وترتبط هذه الفرضية بأسطورة قاعة السجلات، وهي مكتبة يُقال إنها مدفونة أسفل الهرم أو أبو الهول، وتحتوي على سجلات حضارة أطلانتس الغارقة، وهي النظرية التي روج لها العراف الأمريكي إدغار كايسي في ثلاثينيات القرن الماضي.
هل تحمل الأيام القادمة دليلًا حاسمًا؟
وفي ظل غياب التوثيق العلمي والمراجعة الأكاديمية، تبقى هذه المزاعم محل شك كبير، إلا أنها سلطت الضوء مجددًا على غموض الحضارة المصرية القديمة، وأثارت اهتمام عشاق التاريخ والآثار في العالم، الذين يترقبون بفارغ الصبر ما إذا كانت الأيام المقبلة ستكشف عن حقائق جديدة، أم أن الأمر سيظل في نطاق النظريات المثيرة فقط.