الزمالك: في جولة ممتعة

هل فكرت في يوم من الأيام أن يتحول نادي الزمالك إلى أكاديمية للنادي الأهلي على غرار النادي الإسماعيلي؟
(في آخر عامين انتقل للأهلي ثلاثي الزمالك إمام عاشور – أشرف بن شرقي – أحمد سيد زيزو).
هل فكرت في أن يتحول نادي الزمالك إلى ناد بوسط جدول الدوري يصارع لحجز مكانه بين الكبار؟
(الزمالك للموسم الثالث على التوالي هو ثالث الدوري.. تشعر بأنه راضي بمركزه ولا يهتم بعدم الفوز بالبطولة أو على أقل تقدير أن يكون وصيفا فيشارك في دوري الأبطال بدلا من الكونفيدرالية)
هل فكرت في أن يهجر اللاعبون نادي الزمالك ويرفضون الانضمام لصفوفه مثلما يحدث مع النادي الإسماعيلي خلال السنوات الماضية؟
(لاعبون كثر يرفضون الانضمام للزمالك لأنه غير منتظم في دفع الرواتب والمستحقات المالية.. وآخرون يرفضون التجديد قبل حصولهم على نسبة كبيرة من التعاقد).
هل يأتي علينا يوم يتم فيه إلغاء الهبوط في الدوري الممتاز بسبب نادي الزمالك مثلما حدث الموسم الحالي مع نادي الإسماعيلي؟
(نتمنى ألا يحدث ذلك.. ونتمنى أيضا أن يعود الدراويش إلى سابق عهده).
صديقي القارئ ستقول بأن تلك أوهام وأضغاث أحلام ولكن مع مرور الوقت وبمر السنوات يتنازل الزمالك عن دوره ومكانته تدريجيًا وتزداد الأزمات والمشكلات والعقبات والإيقافات.
يقولون بأن الزمالك ناد طيلة عمره يمر بأزمات ومشكلات ويخرج من حفرة إلى مجموعة حفر ومن عقبة إلى مجموعة عقبات.. ولكن الزمالك الآن أصبح يمر بأزمات متتالية ستؤثر عليه بالطبع مستقبلًا. وإذا كان الزمالك مر بهذه الأزمات قديمًا ولكنه كان يحافظ على تواجده بالمركز الثاني (خلف الأهلي) ويشارك في دوري أبطال إفريقيا كل موسم.
ولكن من دخول أندية الاستثمار ومع ضخ الأموال، فإنه للعام الثالث على التوالي لا يستطيع الزمالك المشاركة في دوري أبطال إفريقيا لحساب نادي بيراميدز.. ولولا يقظة وتشجيع وحماس جمهور الزمالك ووقوفه في ضهر ناديه لاندثر الزمالك.. ولكنه بفضل جمهوره يحاول على مضض فيفوز ببطولة الكأس وأحيانا السوبر (بطولة بطلوع الروح) وبصعوبة كبيرة.. فلا أحد يتوقع فوز الزمالك بكأس مصر على حساب بيراميدز المدجج بالنجوم والفلوس والفائز قبلها بأيام بدوري الأبطال.. ولكنه الزمالك يفعل المستحيل بفضل جمهوره الأمين.
.. ولكن
إلى متى يستمر الزمالك بهذا الوضع. مع مرور الوقت تظهر الأندية الاستثمارية وتنافس بقوة، وإذا استمر الفارس الأبيض على هذا المنوال قد يجد نفسه خارج الأربعة الكبار.. وبعدها ينافس على مراكز البقاء.. وبعدها قد يحدث ما لا يحمد عقباه لأن أندية الاستثمار تتوغل وتنتشر وتدعم صفوفها وتأكل الأخضر واليابس وتناطح الزمالك بجماهيره!
.. ما هو الحل؟
أزمة الزمالك الأزلية أنه سداح مداح.. فمجالس إداراته على مر التاريخ يتكلمون ويتحدثون ويُنظرون أكثر مما يعملون.
أزمة الزمالك على مر التاريخ أن مجالس إداراته يفكرون في أنفسهم قبل أن يفكرون في مستقبل الزمالك.
أزمة الزمالك على مر التاريخ هي الانقسامات بين مجالس الإدارات والانقسامات بين المجلس نفسه، فتجد مجلس الإدارة مختلف مع لجنة التخطيط، ولجنة التخطيط ترفض قرارات مجلس الإدارة. وتجد أعضاء مجلس الإدارة منقسمون على أنفسهم، الكل يرغب في صالحه الشخصي وليس الصالح العام لناديه.
منذ ساعات انتشرت أخبار تنتقد نادي الزمالك لأن عددًا كبيرًا يتفاوض مع أندية ولاعبين.. فليس من الطبيعي في الزمالك أن تجد شخصًا واحدًا يتفاوض باسم الزمالك!
لن تجد مثلا لجنة تعاقدات هي المسؤولة عن ذلك، ولن تجد اتفاقًا تامًا بين الإدارة ولجنة التخطيط على الصفقات، ولن تجد شخصًا واحدًا يتحمل المسؤولية. فالزمالك مباح أن تفعل أي شيء وكل شيء!
نهايته؛ أنصح إدارة الزمالك أن تسير على نفس منوال إدارة الأهلي، وهو ليس عيبا، فالأهلي ناد ناجح إداريًا، فتعلم منه حتى تقف على قدميك مرة أخرى وانسى موضوع “الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر”!!