أزهري: الحج الذي لا يحسن أخلاق الحاج لا يُعتبر مقبولاً

قال الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بجامعة الأزهر، إن كثيرًا من مظاهر العيد باتت تخلو من الروح الأخلاقية التي يُفترض أن تصاحب الأعياد الدينية، محذرًا من أن “الأعياد تحوّلت لدى البعض إلى طقوس ظاهرية، بينما افتقدت جوهرها الإيماني والروحي”.
وتابع خلال حواره ببرنامج “فاسألوا” على قناة أزهري، أن العبادات في الإسلام لا تُجزئ ولا تُثمر ما لم تنعكس على السلوك، مشددًا على أن “الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر تفقد هدفها، وكذلك الحج الذي لا يُغَيِّر من أخلاق صاحبه لا يُكتب له القبول”.
وأضاف: “العيد ليس فقط مناسَبة للفرح والتهاني، بل هو أيضًا امتحان للقيم، حيث تُختبر فيه قدرة الإنسان على صلة الرحم، وضبط اللسان، واحترام الكبير، والتسامح مع الجار”.
ولفت إلى أن مشاهد صلاة الرجال بجوار النساء في بعض الساحات خلال عيد الأضحى تمثل مظهرًا من مظاهر الفوضى الأخلاقية التي تتنافى مع قدسية العبادة، وتُشير إلى غياب الوعي الديني والتنظيم المجتمعي.
وشدد عبد الغفار على أن الاحتفال الحقيقي بالعيد لا يكتمل دون مراجعة النفس وتزكيتها، وأن الرجوع إلى تعاليم الإسلام في السلوك والمعاملة هو أسمى ما يمكن أن يقدمه المسلم في هذه المناسبات.
كما حذر من أن “غياب الأخلاق في مناسك كبرى مثل الحج أو الأعياد يؤدي إلى تقويض الصورة الحقيقية للإسلام، ويُشوّه سمعة الأمة”.