نائب “المعهد العربي للدراسات”: التحالف بين الصين وروسيا وإيران يمثل واقعاً جيوسياسياً لا يمكن التغاضي عنه

أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحديث عن محور استراتيجي يضم الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران ليس أمرًا مبالغًا فيه كما يرى البعض، بل هو واقع قائم منذ سنوات طويلة، وليس وليد اللحظة.
وأشار غباشي خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا التكتل الدولي يمتد جذوره إلى نشأة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تأسست بمبادرة من الصين وروسيا منذ أوائل التسعينات، وبدأت في فرض وجودها بشكل مؤثر على الساحة الدولية.
وأضاف أن هذا التكتل يسير بالتوازي مع مجموعة البريكس، التي تضم قوى اقتصادية كبيرة تبحث حاليًا عن إنشاء عملة بديلة للدولار، فضلًا عن تأسيس بنك تنمية خاص بها لتعزيز الاستقلال المالي والسياسي للدول الأعضاء.
وأوضح غباشي أن اختيار الدول المنضمة إلى مجموعة “البريكس” يتم بناءً على مدى تأثيرها الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية تتقاطع مصالحها في مواجهة النفوذ الغربي، في مقابل تحالفات تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، مثل تحالف “أوكوس” الذي يضم إنجلترا وأستراليا والولايات المتحدة، والذي جاء بعد سحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضمن رؤية استراتيجية أمريكية.
وسلط غباشي الضوء على خصوصية الدور الذي تلعبه كوريا الشمالية، مؤكدًا أنها واحدة من الدول القليلة التي نجحت في ابتزاز الولايات المتحدة سياسيًا دون أن تخضع لها أو تسير في فلكها، وهو ما يزعج صناع القرار الأمريكيين بشكل كبير.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن إيران أصبحت بدورها تشكل مصدر قلق دائم لصناع السياسة في واشنطن، خاصة مع اقترابها من امتلاك قدرات نووية متقدمة، ما يجعلها لاعبًا غير قابل للترويض في المعادلة الإقليمية والدولية.