خالد الجندي يشرح أنواع الوسواس وطرق معالجته من الناحيتين الفقهية والطبية | فيديو

خالد الجندي يشرح أنواع الوسواس وطرق معالجته من الناحيتين الفقهية والطبية | فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الوسواس الذي يصيب البعض ينقسم إلى نوعين رئيسيين: وسواس مرضي ووسواس قلبي، موضحًا أن أنواع الوسواس لكل نوع أسلوبًا مختلفًا، ويجب معرفة كيفية التعامل معة فقهيًا وطبيًا.

وقال خالد الجندي خلال برنامجه “لعلهم يفقهون”، المذاع عبر قناة dmc، إن الوسواس المرضي هو اضطراب نفسي يستلزم التدخل العلاجي من الأطباء المختصين في الطب النفسي، ويحتاج في الغالب إلى علاج دوائي وسلوكي، مشيرًا إلى أن هذا النوع معترف به طبيًا، داعيًا بالشفاء لكل من يعاني منه.

أنواع الوسواس وكيفية التعامل

أما النوع الثاني، والذي وصفه خالد الجندي بـ”الوسواس القلبي”، فيتمثل في التردد والشكوك التي تصيب الإنسان في عباداته، مثل الطهارة، والوضوء، والصلاة. وأوضح أن هذا النوع من الوسواس لا يتطلب علاجًا طبيًا، بل يُعالج بالفقه الشرعي من خلال فهم القواعد الأصولية الإسلامية.

وأضاف أن أحد أبرز القواعد الفقهية التي يجب على المسلم معرفتها وتطبيقها في هذا السياق هي: “الشك لا ينقض اليقين”، موضحًا أنها إحدى الضوابط الخمس الكبرى في المذهب الشافعي، والتي تعتمد عليها أغلب المسائل الفقهية.

الحل العملي للوسواس

وتابع الجندي حديثه موضحًا أن القاعدة الفقهية تُطبّق عمليًا في كثير من الأحوال. فعلى سبيل المثال، إذا توضأ الإنسان لصلاة الظهر، ثم حلّ وقت العصر وبدأ يشك في بقائه على طهارة، فإن الأصل أن وضوءه لا يزال قائمًا ما لم يتيقن من حدوث ناقض.

وأوضح أن هذه القاعدة تُعرف فقهيًا باسم قاعدة “الاستصحاب”، وهي تعني أن يستصحب الإنسان الحالة السابقة (الطهارة) حتى يتأكد بيقين من زوالها (الحدث)، مضيفًا أن اتباع الشكوك والظنون في هذا الباب يؤدي إلى العبث بالعبادة والمشقة غير المبررة.

التفريق بين الظن واليقين 

وضرب الجندي مثالًا عمليًا لتوضيح المسألة: “لو كنت تصلي وتذكرت بيقين أنك أحدثت قبل دخولك في الصلاة، فإن الصلاة باطلة لأن الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة، أما إذا انتهيت من الصلاة وقال لك شخص إنه رآك تدخل الحمام قبل الصلاة، فهذا يُعتبر بلاغًا خبريًا، ويُعامل معاملة اليقين، وبالتالي يجب إعادة الصلاة”.

وأكد أن الفقه الإسلامي وضع أسسًا متينة للتعامل مع هذه الشكوك، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه القواعد يخفف من معاناة الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري في العبادات.

الشيخ خالد الجندي

دعوة للتوازن بين العلم والدين

وفي ختام حديثه، شدد الجندي على ضرورة أن يجمع المسلم بين العلاج العلمي والديني، داعيًا من يعاني من الوسواس المرضي إلى مراجعة الأطباء النفسيين وعدم الاكتفاء بالعلاج الروحي أو الديني فقط، معتبرًا أن الإسلام لا يتعارض مع العلم، بل يدعو للاستفادة منه في كل ما يُعين الإنسان على عبادة الله دون مشقة.