ريهام حسن: تأثير الهواتف الذكية على الروابط الأسرية وصحة النفس النفسية | فيديو

حذرت الدكتورة ريهام حسن، استشاري الصحة النفسية، من الآثار السلبية العميقة للتكنولوجيا على الأسرة والمجتمع، مؤكدة أن الاستخدام المفرط لـ الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح أحد أسباب تفكك العلاقات الأسرية وتهدد الصحة النفسية بين أفراد العائلة، خصوصًا بين الأزواج.
جاءت تصريحاتها خلال استضافتها في برنامج “آخر النهار”، المُذاع عبر قناة “النهار”، ويقدمه المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر والإعلامية راغدة شلهوب، حيث أشارت ريهام حسن إلى أن الأنشطة الحياتية الطبيعية تراجعت بشكل كبير لصالح الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية، مما أفقد العلاقات الحميمية بين أفراد الأسرة معناها الحقيقي.
الهواتف الذكية والتفكك الأسري
قالت ريهام حسن: “كثير من الأشخاص صاروا يشتكون من عدم قدرتهم على ممارسة الرياضة أو حتى التركيز في العمل بسبب التعلق المستمر بـ الهواتف الذكية “، مؤكدة أن الأمر تجاوز مجرد الاستخدام الترفيهي، وأصبح بمثابة وسيلة للهروب من الواقع والشعور بالملل.
وأضافت: “حتى في بيئة العمل، نجد الموظف منشغلاً بتصفح الريلز أو لعب الألعاب أو حتى البحث عن أمور غير متعلقة بمهام عمله، ما يشير إلى إدمان سلوكي له أبعاد نفسية خطيرة يجب التعامل معها بجدية”.
الصوت الداخلي يدفع الشخص
أوضحت استشاري الصحة النفسية أن هناك ما يُعرف بـ”الصوت الداخلي”، وهو دافع نفسي لا إرادي يدفع الشخص إلى الإمساك بالهاتف تلقائيًا كلما شعر بالملل أو الفراغ، وهو ما يُعتبر أحد مؤشرات الإدمان الرقمي، قائلة: “عندما يقضي الشخص 6 أو 7 ساعات يوميًا أمام شاشة الموبايل دون حركة حقيقية، فنحن أمام حالة مرضية تحتاج إلى تدخل”.
سحب الهاتف من الطفل
وحذّرت حسن من أن الأطفال والمراهقين أصبحوا ضحايا مباشرين لهذا الإدمان، مشيرة إلى أن مجرد سحب الهاتف من الطفل قد يتسبب في نوبات غضب شديدة، بل قد يؤدي إلى عناد دائم ورفض التفاعل الاجتماعي. وتابعت: “هذا السلوك يُفضي إلى العزلة الاجتماعية وغياب مهارات التواصل الواقعي، مما يهدد بوجود جيل هش اجتماعيًا”.
وأكدت أن هذا النوع من الإدمان لا يقتصر على الأطفال فقط، بل طال الكبار أيضًا، وأضعف من جودة العلاقات الأسرية، حيث أصبحت اللقاءات العائلية سطحية وخالية من الحوار، بسبب انشغال كل فرد بعالمه الرقمي الخاص.
دعوة لإعادة التوازن
في ختام حديثها، دعت الدكتورة ريهام حسن الأسر إلى اتخاذ خطوات جادة للحد من الاعتماد على الهواتف الذكية، عبر تحديد أوقات لاستخدامها، وتشجيع أفراد الأسرة على قضاء وقت نوعي مشترك، من خلال أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية، تساهم في إعادة الدفء إلى البيوت وتعزيز الروابط العاطفية.
وشددت على أن العلاج لا يقتصر فقط على الامتناع عن الهاتف، بل يجب إعادة بناء نمط حياة متوازن يدمج بين التكنولوجيا والاحتياجات النفسية والاجتماعية الأساسية، لضمان مجتمع صحي عاطفيًا ومتواصل إنسانيًا.