محمد الحارثي: الألعاب الرقمية تمثل تهديدًا على الأطفال | فيديو

حذر خبير تكنولوجيا المعلومات محمد الحارثي من التحول الخطير الذي تشهده منصات الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الوسائط لم تعد ترفهيًا، بل أصبحت منصات خطرة تهدد الأطفال والمراهقين، والتأثير النفسي والسلوكي على فئات عمرية صغيرة، ما يجعلها بيئة خصبة للمخاطر.
وجاءت تصريحات محمد الحارثي خلال لقائه في برنامج “آخر النهار”، المذاع على قناة “النهار”، والذي يقدمه الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر والإعلامية راغدة شلهوب، حيث أشار إلى أن الأطفال والمراهقين باتوا يتفاعلون مع غرباء من مختلف أنحاء العالم عبر هذه الألعاب الإلكترونية والمنصات، دون وجود رقابة كافية من الأهل، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلوكهم وأمانهم.
مخاطر الألعاب الإلكترونية
أكد محمد الحارثي أن أغلب الألعاب الإلكترونية الحديثة تحتوي على خاصية التحدث الصوتي والنصي بين المستخدمين، ما يعني أن الطفل يمكنه بسهولة التفاعل مع أشخاص مجهولين تمامًا، قائلة: “الحديث مع الغرباء داخل بيئة اللعب أصبح شائعًا وخطيرًا، خاصة في ظل انعدام وعي كثير من الأطفال بمخاطر الإنترنت والتلاعب النفسي”.
وأضاف: “بعض الأهالي يعبرون عن قلقهم من محتوى غير لائق يظهر داخل هذه الألعاب، سواء في المشاهد أو من خلال المحادثات، ومع غياب القدرة على السيطرة على هذه المنصات، فإن الأمر يتطلب تدخلاً منظمًا للرقابة والتوعية”.
منصات غير مألوفة للكبار
أشار الحارثي إلى أن هناك فجوة رقمية بين الأجيال، حيث يستخدم الأطفال والمراهقون منصات جديدة لا يتقن الجيل الأكبر منها، خاصة أولئك فوق سن الثلاثين، متابعًا: “الجيل الجديد أكثر وعيًا تقنيًا لكنه أقل نضجًا اجتماعيًا ونفسيًا، ما يجعله عرضة للتأثيرات السلبية السريعة، خصوصًا عندما تكون المنصات مفتوحة وغير خاضعة للرقابة”.
واحدة من أخطر الظواهر التي أشار إليها الحارثي هي عدوى التحديات المنتشرة عبر الألعاب والمنصات، والتي كانت سببًا مباشرًا في تعرض أطفال وشباب لحوادث خطيرة، بل ووفيات في بعض الحالات، قائلة: “بعض التحديات بدأت كمزاح، لكنها تحولت إلى كوارث بعد انتشارها السريع بين المستخدمين صغار السن، الذين يتبعونها دون إدراك للعواقب”.
الذكاء الاصطناعي يتابع الأطفال
أشار خبير تكنولوجيا المعلومات إلى أن الخطورة لا تتوقف عند التفاعل البشري فقط، بل تمتد إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في تلك الألعاب، والتي تتابع سلوك المستخدمين وتتعلم من تفضيلاتهم واهتماماتهم. وقال: “عندما يستخدم الطفل اللعبة في غرفته بمفرده، فإن الذكاء الاصطناعي يتعرف عليه أكثر مما يتعرف عليه أهله، وهو ما يُحدث فجوة معرفية مقلقة”.
في ختام حديثه، شدد محمد الحارثي على ضرورة أن يتولى الآباء والمجتمع بأكمله مسؤولية التوجيه والرقابة الرقمية، مؤكدًا أن تجاهل خطورة هذه المنصات سيؤدي إلى المزيد من التفكك السلوكي والعزلة النفسية. كما دعا إلى إطلاق حملات توعوية تشمل المدارس ووسائل الإعلام للحد من التأثيرات السلبية المتزايدة.