مدعي المحكمة الجنائية الدولية: ليبيا تفتح أبواب التعاون في تحقيقات جرائم ضد الإنسانية

أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن ليبيا “باتت تعترف باختصاص المحكمة” التي تحقّق في جرائم ضد الإنسانية يشتبه بأنها ارتُكبت على أراضيها منذ عام 2011.
وقال خان في تصريحات إعلامية: “أرحب بشجاعة وريادة وقرار السلطات الليبية بعد إرسالها إعلانا رسميا بهذا الصدد في ما يتّصل بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة منذ 2011 وحتى نهاية 2017”.
ورغم أن ليبيا غير موقّعة على نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، لكن مجلس الأمن الدولي أحال الوضع في ليبيا إلى المحكمة في فبراير 2011 بعد بدء احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام معمر القذافي واجهاتها السلطات بقمع عنيف.
وقد مكّنت هذه الإحالة المحكمة من أداء عملها، فيما شهد التعاون من جانب طرابلس تحسنا ملموسا.
كما دعا خان المدعي العام الليبي، الصديق الصور، إلى “توقيف” أسامة المصري نجيم الذي أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحقه في يناير بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وتشمل الاتهامات الموجهة إلى نجيم، الذي كان مسؤولا عن مركز احتجاز في معيتيقة في طرابلس، ارتكاب جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي في ليبيا منذ فبراير 2015.
قلق أممي من عودة العنف إلى ليبيا
أعربت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، عن قلقها من “تصاعد العنف الأخير” في طرابلس، محذرةً من “مخاطر كبيرة لحصول نزوح جماعي”، ومن خطر محدق على المدنيين في ليبيا.
كما دعت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان، إلى “وقف فوري للقتال لضمان سلامة المدنيين ورفاههم بموجب القانون الدولي الإنساني”. وأكدت المنظمة أنها قلقة جراء التصعيد الأخير للعنف في طرابلس “ونحن قلقون أيضاً من حشد الجماعات المسلّحة في المناطق المحيطة”.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة: “نرحّب بالمعلومات التي تفيد بوقف لإطلاق النار، وندعو إلى احترامه بشكل كامل وغير مشروط لحماية حقوق وكرامة جميع الأشخاص في المناطق المتضرّرة”.
الاشتباكات في ليبيا
تراجعت بشكل ملحوظ في طرابلس ليل الأربعاء-الخميس الاشتباكات العنيفة التي كانت قد تجددت بين الجماعات المسلحة المتنافسة في العاصمة الليبية، اعتباراً من ليل الثلاثاء-الأربعاء واستمرت طوال أمس الأربعاء في العديد من المناطق السكنية، بعدما أودى الاقتتال في الأيام الأخيرة بحياة ستة أشخاص على الأقل.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في وزارة الداخلية إن “الاشتباكات استمرت على نطاق واسع في عدّة قطاعات من طرابلس بين قوات الردع واللواء 444″، مشيراً إلى استخدام مختلف أنواع الأسلحة، ومنها رشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية.