حزن عميق بفعل وفاة الطفلة صوفيا .. مأساة في وادي النطرون | فيديو

في واقعة مأساة تهز القلوب تعكس حجم الإهمال في الاستجابة الطبية الطارئة، كشف أحمد المعصراوي، والد الطفلة صوفيا، تفاصيل صادمة عن وفاة ابنته إثر حادث مروري مروع على طريق وادي النطرون – العلمين، حيث وجه الأب المكلوم اتهامات مباشرة لهيئة الإسعاف بالتقصير الشديد، مؤكدًا أن الإهمال في نقل ابنته إلى المستشفى ساهم في تدهور حالتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
مأساة وفاة الطفلة صوفيا
بدأت المأساة، كما يرويها والد الطفلة صوفيا، أحمد المعصراوي في مداخلة مؤثرة مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج “90 دقيقة”، عندما تعطلت سيارته أثناء عودته من إجازة عائليةـ اضطر إلى ركن السيارة خارج الطريق السريع لتجنب خطر الاصطدام، لكن الكارثة لم تُفلتهم، إذ اصطدمت شاحنة (كونتينر) كانت تسير بسرعة جنونية بالمركبة، ورجّح أن السائق كان نائمًا أثناء القيادة.
وصف أحمد المعصراوي المشهد بأنه كان صادمًا بكل المقاييس، إذ صعدت الشاحنة فوق السيارة بالكامل، وأصيب أفراد الأسرة بإصابات متعددة، كانت أخطرها لـ الطفلة صوفيا التي أصيبت بنزيف حاد في المخ. زوجته فقدت الوعي وابتلعت لسانها، وابنه يوسف تمكّن من الكلام بصعوبة وقال له: “خلي بالك من إخواتي”.
أوضح الأب أن طبيبة الطوارئ التي عاينت صوفيا أوصت بنقلها فورًا إلى المستشفى، حيث كانت حالتها شديدة الخطورة.
دقائق قاتلة على الطريق السريع
أحد أكثر الجوانب إيلامًا في الحادثة كان تأخر وصول سيارة الإسعاف، إذ أكد المعصراوي أن الاستجابة استغرقت أكثر من 25 دقيقة، رغم أن الطريق يُصنف كطريق سريع يفترض فيه الجاهزية والاستجابة الفورية. في تلك الدقائق القاتلة، حاول الأب تقديم الإسعافات الأولية بنفسه لإنقاذ أفراد عائلته، وهو ما وصفه بأنه كان خارجًا عن قدرته كليًا.
كارثة داخل سيارة الإسعاف
الأحداث لم تتوقف عند الحادث أو تأخر الإنقاذ، بل استمرت فصول الإهمال داخل سيارة الإسعاف نفسها. فبعد أن رافق المعصراوي ابنته صوفيا باعتبارها الحالة الأخطر، كان من المتوقع التوجه مباشرة إلى مستشفى العلمين. ولكن المفاجأة أن السائق غير المسار فجأة بعد قطع نحو 50 كم، بحجة وجود مستشفى بديلة تُدعى “اليوم الواحد”.
الأدهى أن السائق توقف فجأة وترك السيارة، ليأتي آخر بدلاً منه، وبدلاً من استكمال الطريق، عاد بالسيارة إلى موقع الحادث وكأن شيئًا لم يكن.
قسوة تضاف إلى الجرح
يروي الأب، بمرارة لا تُوصف، كيف أنه عندما اعترض على هذا التغيير المفاجئ والخطير، أجابه السائق بعبارة صادمة: “قدامها 100 كيلو، عاجبك عاجبك، مش عاجبك انزل”، مشيرًا إلى أن أطقم الإسعاف اختاروا الطريق الأطول والأصعب، بينما كانت حياة طفلته تتعلق بكل دقيقة.
وبصوت مكسور، اختتم المعصراوي روايته قائلاً: “النتيجة كانت أنني فقدت ابنتي صوفيا بسبب الإهمال.. لم يكن الحادث وحده كافيًا لقتلها، بل قتلها أيضًا الاستهتار والتقاعس”.
مطالب بمحاسبة المسؤولين
أثارت الواقعة موجة غضب عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن التقصير الواضح في أداء واجبهم. فهل ستمر هذه الفاجعة كغيرها؟ أم أن دموع الأب المنكسر ستحرك ساكنًا في منظومة باتت في حاجة ماسة إلى الإصلاح؟