واشنطن تعلن عن تأسيس أكبر مركز للذكاء الاصطناعي في أبو ظبي

واشنطن تعلن عن تأسيس أكبر مركز للذكاء الاصطناعي في أبو ظبي

وقعت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة اتفاقية من شأنها أن تساعد الدولة الخليجية على أن تصبح قوة صاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي، أن هذا المجمع الجديد للذكاء الاصطناعي، الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، ويحتضن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بما يمكّنها من الاستفادة من قدرات الحوسبة الإقليمية لخدمة مناطق الجنوب العالمي.

وسيضم المجمع الإماراتي-الأمريكي للذكاء الاصطناعي، قدرة تبلغ 5 جيجاواط لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يوفر منصة إقليمية تتيح لشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى تقديم خدمات منخفضة التأخير لما يقرب من نصف سكان العالم الذين يعيشون ضمن نطاق 3,200 كيلومتر (2,000 ميل) من دولة الإمارات.

وبعد استكماله، سيعتمد المجمع على الطاقة النووية والشمسية والغازية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وسيضم أيضًا حديقة علمية تُعنى بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويقع المجمع على مساحة 10 أميال مربعة ضمن إمارة أبوظبي، وسيُشيَّد بواسطة شركة G42 بالتعاون مع عدد من الشركات الأمريكية. 

شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي 

ويأتي هذا المشروع ضمن إطار الشراكة الجديدة بين حكومتي الإمارات والولايات المتحدة، تحت اسم “شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة”، لتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

رقائق الذكاء الاصطناعي

تحظى رقائق الذكاء الاصطناعي، التي تُصنعها شركات أمريكية مثل Nvidia وAdvanced Micro Devices، باهتمام كبير من قِبل الحكومات على مستوى العالم. وقد وضعت إدارة جوزيف ر بايدن الإبن، إطار عمل في أسابيعها الأخيرة بشأن عدد هذه الرقائق التي يُمكن لدول مُعينة شراؤها، وهو قرار أثار حفيظة العديد من شركات التكنولوجيا. 

الإمارات الأولى

وقد ألغت إدارة ترامب هذا الشرط، وتعتزم بدلاً من ذلك إبرام صفقات مع الحكومات المُختلفة لتحديد عدد الرقائق الأمريكية التي يُمكنها الحصول عليها، ويبدو الآن أن الإمارات هي أول دولة تُبرم مثل هذه الاتفاقية.

سيُساعد هذا التدفق من الرقاقات في إمداد مجمع الذكاء الاصطناعي الضخم في أبوظبي، والذي من المتوقع أن يمتد لمسافة 16 كيلومترًا، وصرحت إدارة ترامب بأن المشروع سيساعد شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية على خدمة العملاء الذين يعيشون على بُعد 2000 ميل من الموقع.

وكتب لينارت هايم، خبير الذكاء الاصطناعي في مؤسسة راند، على منصة إكس، أن المجمع سيكون “أكبر من جميع إعلانات البنية التحتية الرئيسية الأخرى للذكاء الاصطناعي التي رأيناها حتى الآن”، بما في ذلك تلك التي أُعلن عنها في الولايات المتحدة.

بينما، أعرب بعض النقاد عن قلقهم بشأن هذه الصفقات، قائلين إنه على الرغم من امتلاك دول الخليج الكثير من السيولة والطاقة اللازمة لبناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها قد لا تكون الشركاء الأكثر موثوقية على المدى الطويل. 

شراكة تاريخية

وأكدت دولة الإمارات التزامها بحماية تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من خلال تنفيذ تدابير صارمة لمنع إساءة استخدامها وضمان التحكم في الوصول إليها، وستعمل الإمارات والولايات المتحدة معًا على تعزيز بروتوكولات “اعرف عميلك” (KYC) لتنظيم الوصول إلى موارد الحوسبة المخصصة حصريًا للشركات الأميركية الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المعتمدين.

وقال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة: “الاتفاقية الموقعة اليوم تعكس التعاون المتواصل بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تعبير عن التزام الإمارات بريادة الابتكار وتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال، ما يعزز مكانة الدولة كمركز رائد للأبحاث والتطوير المستدام لخدمة البشرية.”

من جانبه، قال وزير التجارة الأمريكي، هوارد دبليو. لوتنيك إن “الاتفاقية اليوم تدشن شراكة تاريخية في الشرق الأوسط بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزز الاستثمارات الكبرى في مجال أشباه الموصلات ومراكز البيانات في كل من الولايات المتحدة والإمارات.

ضمانات أمنية قوية

وفي الإمارات، ستقوم شركات أمريكية بتشغيل مراكز البيانات وتقديم خدمات سحابية بإدارة أمريكية على مستوى المنطقة، كما تتضمن الاتفاقية ضمانات أمنية قوية لمنع تسريب التكنولوجيا الأمريكية، من خلال توسيع نطاق التكنولوجيا الأمريكية الرائدة إلى شريك استراتيجي مهم في المنطقة، فإن هذا الاتفاق يشكّل محطة محورية في تحقيق رؤية الرئيس ترامب لريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي”.