أنقذوا ابني، فقد يسقط مني.. حارس عمارة يتوسل لعلاج طفله بعد سقوط المصعد على رأسه

أنقذوا ابني، فقد يسقط مني.. حارس عمارة يتوسل لعلاج طفله بعد سقوط المصعد على رأسه

في زاوية منسية، تحت سلم إحدى عمارات منطقة أرض العزبة الواقعة في نطاق حي العرب بمحافظة بورسعيد، تختبئ حكاية ألم وإنسانية، حكاية أسرة بسيطة لا تملك من الحياة سوى دعواتها لابنها الصغير “يوسف”، ذو الـ11 عام الطفل الذي تحطمت طفولته في لحظة مأساوية تحت أنقاض مصعد سقط من الطابق الخامس مباشرة على رأسه.

في لحظة تحولت حياتهم إلى مأساة عقب تعرض “يوسف” للحادث الأليم، ورغم مرض الأم والأب ووفاة رضيعتهما، كان هو من يرسم الابتسامة على وجهيهما، وأصبحت الأم تلازم على كرسي المستشفى لا تستطيع ترك فلذة كبدها، وشقيقه ذو الـ5 أعوام وألا يعودوا لمنزله إلا ويده بيد أخيه.

مأساة تعيشها أسرة بسيطة لا تحلم سوى بالحياة، والإبن الصغير بين الحياة والموت، يصارع الموت ويتألم فاقدا للوعي، وقلب أمه وأبيه يعتصر ألمًا لحاله.

الأسرة المكلومة

واستمع موقع «نيوز رووم» إلى صرخات الأسرة المكلومة، واستغاثتها لعلها تصادف من يستطيع مساعدتها وسماعها بقلب رحيم.

طفولة معلّقة بين السماء والأمل

“الحقوا ابني هيروح مني!”.. بتلك الكلمات اختصرت “علية حسن” مأساة عمرها في صرخة استغاثة، تحاول بها إنقاذ يوسف ابن الـ11 عامًا، التلميذ المجتهد وحافظ القرآن، الذي كان يعين أسرته البسيطة ويصعد يوم الحادث لإحضار طعام، قبل أن تنهار عليه كابينة الأسانسير وتسلبه وعيه وحركته وكلماته.

الام تبكي ابنها الصغير 
الام تبكي ابنها الصغير 

يوسف بين الحياة والمجهول

نُقل يوسف على الفور إلى مستشفى خاص عقب وقوع الحادث، الذين أكدوا أنه يحتاج لتخصص المخ والأعصاب الموجود في مستشفى السلام ببورسعيد، وهناك خضع لجراحة عاجلة بعد إصابته بنزيف حاد في المخ، وكسر في عظام الجمجمة، ومنذ ثلاثة أسابيع وهو لا يستجيب، فاقد الوعي تمامًا، دون أي مؤشرات على تحسنه.

الأم تحبس أنفاسها في كل لحظة، تبيت إلى جواره، تبكي وتدعو وتنتظر معجزة.

التقرير الطبي لحالة الطفل يوسف
التقرير الطبي لحالة الطفل يوسف

من فقدان طفلة إلى مأساة يوسف

تحكي الأم بقلب مثقل بالحزن: “من سنين ماتت بنتي الصغيرة المريضة بثقبين في القلب، ومكنش معانا فلوس نعالجها .. بس ربنا عوضني بيوسف، كان بيكبر قدامي، راجل صغير بيشيل معايا الشيلة، بيصلي ويحفظ القرآن، وكان دايمًا يقول لي : لما أكبر هعوضك يا ماما”.

وأضافت يوم الحادث كان يوسف سعيد لحصوله على الدرجات النهائية في اختبار مادة الدراسات، وكان وقتها ينظر من السلم إلى أخيه ولكن الأسانسير باغته ونزل على رأسه ومن قوة الصدمة قفزه إلى الخلف وسقط من على السلم ليصل إلى أسفله، ويسقط غارقًا في دماؤه، وخرج من أذنيه وأنفه الدماء، وكان يتألم كثيرا ويقول لى “تعبان يا أمي” ، ولكنه الآن لا يحرك ساكناً، منذ 21 يوماً.

الطفل يوسف ضحية سقوط الاسانسير 
الطفل يوسف ضحية سقوط الاسانسير 

يوسف سندي وظهرى

رضا جمعة، الأب المكلوم، جاء من محافظة المنيا منذ 15 سنة ليبحث عن لقمة العيش في بورسعيد، عمل كعامل نظافة، ثم حارس عقار، أصيب في حادث سابق واضطر لتركيب شرائح ومسامير في جسده، يقول: “يوسف مش بس ابني، ده كان السند، الشريك، فرحتي اللي كنت شايلها للزمن.. شفته في المنام بيقول لي: ما تعيطش يا بابا، وطلع يجرى بيا”.

يوسف ضحية الاسانسير 
يوسف ضحية الاسانسير 

صرخة إنسانية

أسرة يوسف الآن بلا مال ولا حول ولا قوة، يعيشون على الأمل والدعاء، وكل ما يرجونه هو عرض يوسف على كبار الأطباء لمعرفة حالته الحقيقية، والتدخل لعلاجه. “يمكن ربنا يكتب له عمر جديد”، تقول الأم، بينما ترفع عينيها إلى السماء بقلب لا زال يؤمن بالمعجزات.