هل تتنافس شركات التمويل الاستهلاكي مع البنوك في تقديم الخدمات المصرفية؟… آراء المصرفيين

تستهدف شركات التمويل الاستهلاكي، ضخ المزيد من البرامج التمويلية الجديدة للعملاء بهدف تلبية احتياجات العملاء، بجانب استقطاب قاعدة جديدة من الأفراد بهدف التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي والاعتماد على مجتمع أقل نقدًا.
ويقصد بالتمويل الاستهلاكي أنه نشاط يهدف الى توفير التمويل المخصص لشراء السلع والخدمات لأغراض استهلاكية وسداد ثمنها على فترة زمنية على ألا يقل عن 6 أشهر، كما يشمل التمويل من خلال بطاقات المدفوعات التجارية أو إحدى وسائل الدفع التي يقرها البنك المركزي.
أنتشر بشكل كبير
قالت قيادات مصرفية ورؤساء بشركات التمويل الاستهلاكي، إن قطاع التمويل الاستهلاكي أنتشر بشكل كبير خلال الفترة الماضية أبرزها شركات «سهولة» و«أمان» و«فاليو» وغيرها من الشركات لاسيما أنها نجحت في تعزيز التحول الرقمى وإصدار المزيد من منتجات المدفوعات الإلكترونية، وسهولة الحصول على منتجاتها.
وأوضحوا في تصريحات صحفية لـ «نيوز رووم»، أن شركات التمويل الاستهلاكي منحت كافة الخدمات والمنتجات الغير مصرفية للعملاء بشروط ميسرة أبرزها بيع وتقسيط تلك الخدمات خلال فترة قصيرة، وهو ما يجعلها تنافس القطاع المصرفي في حجم محفظة قطاع التجزئة في السوق المحلية المصرية
وأضافوا أن البنك المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية لعبوا دورًا كبيرا في التوسع في التمويلات سواء المصرفية والغير مصرفية، من خلال عقد العديد من بروتوكولات التعاون بهدف التوسع فى الشمول المالى وتعزيز التحول الرقمي والاعتماد على مجتمع أقل نقدًا.
وقفز حجم التمويل الاستهلاكي الممنوح من الشركات إلى نحو 11.9 مليار جنيه عن أول شهرين من العام الجاري مقابل 8.71 مليار جنيه عن الفترة ذاتها من العام 2024 بنسبة نمو 37.1%، وفق تقرير صادر من الهيئة العامة للرقابة المالية.
مكملة للجهاز المصرفي
وفي سياق متصل، قال ماجد فهمي الخبير المصرفي إن المنتجات المالية التي تمنحها أن شركات التمويل الاستهلاكي لا تعتبر منافسة للجهاز المصرفي وإنما تعد مكملة لها فى تقديم خدمات مصرفية تكنولوجية.
وأوضح أن شركات التمويل الاستهلاكي تتيح منتجات مختلفة عن الخدمات التي تقدمها البنوك، موضحًا أن البنوك تضخ تمويلات لشرائح كبيرة من العملاء، على سبيل المثال التمويل العقارى قروض الأفراد وغيرها، على العكس من الخدمات الاستهلاكية التي تقدمها بعض الشركات.
وأضاف أن البنك المركزى وهيئة الرقابة المالية وضعوا خطة استراتيجية طموحة لتسهيل كافة الإجراءات والشروط بهدف التمويلات المختلفة، موضحًا أن المركزي والهيئة وقعوا العديد من البروتوكولات خلال الآونة الأخيرة بهدف التحول إلى مجتمع أقل نقداً لتعزيز الشمول المالى.
وأشار إلى أن نشاط الشركات قائم بالأساس على تقديم منتجات التقسيط للعملاء إما بتقسيط خدمات أو سلع مختلفة، بحسب طبيعة المنتج ووضع المستهلك والحجم الائتمانى له.
وأكمل أن استراتيجية شركات التمويل الاستهلاكي تتمثل في منح تمويلات بشروط ميسرة بهدف حصول للعملاء على البيع وتقسيط المنتجات خلال فترة قصيرة وهو ما يجعلها تنافس القطاع المصرفي في حجم محفظة قطاع التجزئة.
تعزيز التحول الرقمي
وذكر أن شركات التمويل تقوم بتسهيل الشروط الائتمانية لحصول العميل على المنتج مقارنة بإجراءات القطاع المصرفى من الاستعلام الائتمانى مما دفع بعض العملاء للتوجه إلى التعامل مع تلك الشركات.
وأشار إلى إن الشركات التمويل الاستهلاكي نجحت في منافسة البنوك المصرية في جذب شريحة كبيرة من العملاء خلال السنوات الماضية، موضحًا أن شركات التمويل الاستهلاكي هى شركات خاضعة لإشراف هيئة الرقابة المالية.
وعلى الجانب الآخر، يرى رئيس قطاع التجزئة بأحد البنوك أن شركات التمويل الاستهلاكي استطاعت أن تزاحم الجهاز المصرفي في قطاع التجزئة لعدة أسباب أبرزها طول فترة إجراءات البنوك وتحفظها والسياسة المركزية التي تتبعها في القرارات مقارنة بتيسير الإجراءات التي تمنحها شركات مقدمي الخدمة والمرونة التي تتبعها في قراراتها وإجراءاتها واعتمادها بشكل أكبر على التكنولوجية الذى تُعد نسبة قوة خاصة بها تميزها عن البنوك.
وأضاف أن العديد من شركات التمويل الاستهلاكي ومقدمي الخدمة مبنية على الموافقة اللحظية واعتمادها بشكل كلي على التكنولوجيا بشكل مكثف متوقعًا أنه خلال الفترة المقبلة ستشهد تلك الشركات تطورًا كبيرًا في السماح والاعتراف بالتوقيع الإلكتروني وهو ما يؤدي إلى تسريع الوتيرة الرقمية لدى الشركات بالرجوع إلى سياسة كل شركة وطرقها في التمويل و دراستها لموضوع التمويل.
وعلى الجانب الأخر قالت سهر الدماطي الخبيرة المصرفية، إن شركات التمويل الاستهلاكي مكملة ومنافسة في آن واحد للقطاع المصرفي في تقديم خدمات التجزئة، موضحُا أن شركات التمويل تقدم جزء من التمويلات التجزئة التي تقدمها البنوك لافتًا أن تلك الشركات لا تستطيع منح تمويلات لكبار العملاء.
وأوضحت أن شركات التمويل الاستهلاكي تنافس البنوك بعض الخدمات على سبيل المثال القروض الشخصية و الـ Credit Card والتمويل بغرض سيارة، بهدف لتقديم مميزات وعروض من شأنها جذب قاعدة عريضة من العملاء، لافتًه إلى أن هناك جزاًء مكملًا نظرًا للقطاع المصرفي لن يستطيع بخدمة المواطن، بجانب الشركات المالية الغير مصرفية لن تقوم بدورها دون البنوك.
وأشارت إلى أن أفضل ما يميز شركات التمويل الاستهلاكي هو سرعة اتخاذ القرار سواء بالقبول أو الرفض حيث تصدر الموافقات في غضون ساعات أو أيام قليلة، بالإضافة إلى سهولة الضمانات وتيسير الشروط مقارنة بالبنوك.
وفيما يتعلق بدور شركات التمويل الاستهلاكي في تعزيز التحول الرقمي، كشفت الخبيرة المصرفية أن الاتجاه في الوقت الحالي الكترونيًا نظرا لوجود طرق سداد كثيرة تعزز التحول الرقمي، لافتًا إلى أن ما قام بتسارع الاتجاه الكترونيًا هو تأثير فيروس كورونا بسبب توجه العديد من المواطنين لاستخدام الموبايلات للشراء أونلاين وغيرها من المتطلبات.
وتابعت أن البنوك وضعت خطط استراتيجية لتعزيز دورها في التحول الرقمي من خلال طرح العديد من التطبيقات ومن أبرزها تطبيق ” insta pay “، وذلك بهدف تعزيز الشمول المالي والتحول الرقمي وبالتالي تخفيف الضغط على زيارة البنوك.
وفي سياق متصل قال محمد الفقي الرئيس التنفيذي لشركة التنفيذي لشركة «Simple» حاليًا، إن شركات التمويل الاستهلاكي ليست منافسة بل مكملة للقطاع المصرفي في تقديم خدمات التجزئة، حيث تتخصص شركات التمويل الاستهلاكي في تمويل السلع والمنتجات بينما تتخصص البنوك في بيع الأدوات الائتمانية مثل الـ credit card بصرف النظر عن هدف استخدام العميل للبطاقة.
وأضاف «الفقي »، أن التنافسية لا توجد خلال الأيام الجارية حيث تقوم شركات التمويل الاستهلاكي بتكميل القطاع المصرفي، لافتًا إلى أن شركات التمويل الاستهلاكي تركز على العميل الذي لا يملك تعاملات بنكية، وبالتالي ذلك التكامل يساهم في تكبير حجم السوق.
وتابع الفقي، أن شركات التمويل الاستهلاكي تركز على قروض المنتجات والخدمات الاستهلاكية واهمها الأجهزة المنزلية والالكترونية مثل الموبايلات وخدمات السياحة والتعليم والعلاج وغيرها، مشيرًا إلى أن ما يميز شركات التمويل الاستهلاكي عن البنوك هي سهولة الإجراءات والسرعة وتوافرها في أماكن بيع التجزئة حيث تتواجد بشكل كبير في المولات التجارية والمحلات.
وأوضح الفقي، أن من مميزات شركات التمويل الاستهلاكي التي تقدمها للعميل انه يستطيع إنجاز كافة إجراءاته من داخل المحال التجاري خلال وقت أقصاه 15 دقيقة دون الحاجة للذهاب إلى مركز الشركة أو تقديم أوراق وغيرها، بينما التعاملات البنكية عند استخراج كارت ائتمان يستغرق أكثر من 15 يوم.
وفيما يتعلق بدور شركات التمويل الاستهلاكي في تعزيز التحول الرقمي، قال الفقي، إن شركات التمويل الاستهلاكي هي من قادت سوق التعاملات الرقمية، لاقتًا إلى أن مع ظهور تلك الشركات ظهرت عمليات الشراء بالتقسيط الكترونيًأ.