دار الإفتاء توضح: الاستماع إلى خطبة الجمعة عبر الراديو لا يُعتبر بديلاً عن الصلاة.

في زمن كثرت فيه الوسائل الحديثة وتيسرت سبل الوصول إلى المعلومة والدروس الدينية عبر الأثير والشاشات، برز تساؤل بين كثير من الناس: هل يُمكن الاكتفاء بالاستماع إلى خطبة الجمعة عبر المذياع أو التلفاز، ثم أداء الصلاة في المنزل؟
وأجابت دار الإفتاء في ذلك
اشترط الفقهاء لصحة صلاة الجمعة أن يسبقها خطبتان أو خطبة واحدة على الأقل، ولا يُعلَم مخالفٌ في ذلك سوى الحسن الذي قال: تجزئ صلاة الإمام خطب أو لم يخطب؛ لأنها عنده صلاة عيد، فلا تشترط لصحتها الخطبة كصلاة عيد الأضحى.
وهذا القول لا سند له من عمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعمل المسلمين بعده؛ فقد كان الرسول يخطب خطبتي الجمعة ثم يصلي بالناس، ويقول: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِى أُصَلِّى» رواه البخاري؛ ولذلك اشترط الفقهاء أن يتولَّاهما من يتولَّى الصلاة؛ اقتداء بفعل الرسول، ولأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين؛ فهي جزء من صلاة الجمعة أو كالجزء، ومَن أجاز من الفقهاء أن يتولَّى الإمامة غير مَن يخطب اعتبر ذلك من باب الاستخلاف؛ وهو جائز بعذرٍ وبغير عذر حسب اختلاف المذاهب.
وما دام الفقهاء قد اشترطوا لصحة صلاة الجمعة أن يسبقها خطبتان يتولاهما الإمام أو غيره عنه بإذنه بطريق الاستخلاف، فإن الخطبة المذاعة في الراديو لا تحقق هذا المعنى، ولذلك يكون إلغاء الخطبة في المساجد اكتفاء بالاستماع إلى الخطبة المذاعة غير جائز شرعًا، وتكون صلاة الجمعة بدون أن تسبقها خطبة من أحد من المصلين غير صحيحة شرعًا.
سنن الجمعة :
الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب
أولى السنن التي يُستحب للمسلم فعلها صباح الجمعة هي الاغتسال، فقد ورد في الحديث: “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم” (متفق عليه). ويُقصد بالوجوب هنا تأكيد الاستحباب.
كما يُستحب التطيب ولبس أنظف الثياب، لما رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: “من اغتسل يوم الجمعة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة…”، مما يدل على فضل التهيؤ الكامل للجمعة ظاهرًا وباطنًا.
التبكير إلى المسجد وقراءة سورة الكهف
من السنن المهجورة عند البعض: التبكير إلى صلاة الجمعة، وهو أمر أوصى به النبي ﷺ لما فيه من عظيم الأجر. فكل من يذهب في وقت أبكر، يكون أجره أعظم.
ويُستحب كذلك قراءة سورة الكهف، لقوله ﷺ: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
الصلاة على النبي ﷺ والدعاء في ساعة الاستجابة
الجمعة يوم تُعرض فيه الأعمال، ويُستحب فيه الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، كما قال: “أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ”.
ومن أعظم فضائل الجمعة وجود ساعة استجابة، وهي ساعة لا يُوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه، وقد رجّح العلماء أنها في آخر ساعة من النهار.
الإنصات للخطبة والسكينة في المسجد
من آداب الجمعة كذلك: الإنصات التام أثناء الخطبة، وعدم الحديث أو العبث، فقد قال النبي ﷺ: “إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت” (متفق عليه).
كما يُستحب الدخول إلى المسجد بهدوء، وأداء ركعتين تحية المسجد، ثم الانشغال بالذكر والدعاء
ساعة الاستجابة: وكيف يمكن استغلالها:
ساعة الاستجابة هي فترة زمنية مخصوصة في يوم الجمعة، يُستحب فيها الإكثار من الدعاء، حيث يُقال إنها وقت تكون فيه أبواب السماء مفتوحة لإجابة الدعوات. وعلى الرغم من أن الحديث النبوي لم يحدد بدقة الوقت الذي تقع فيه هذه الساعة، إلا أن العلماء يرجحون أنها تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة،