استقبلتها بـ “الرايات الفلسطينية”: إحراج فنانة إسرائيلية في يوروفيجن 2025

تأهلت يوفال رافائيل، وهي مطربة إسرائيلية وإحدى الناجيات من هجوم حركة حماس على مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر2023، إلى نهائي مسابقة “يوروفيجن”، المقرر إقامته غدًا، وسط احتجاجات صاخبة وانتقادات واسعة لمشاركة إسرائيل في المسابقة الفنية المثيرة للجدل هذا العام.
رافائيل، البالغة من العمر 24 عامًا، قدمت أغنيتها “يوم جديد سيشرق” في نصف النهائي مساء أمس، وهو الأداء الذي تخلله مقاطعة من قبل ستة متظاهرين مؤيدين لفلسطين، رفعوا الأعلام الفلسطينية داخل ساحة سانت جاكوبشال في مدينة بازل السويسرية.
وعلى الرغم من أن القواعد المعلنة للمسابقة تتيح رفع جميع الأعلام، إلا أن المنظمين برروا طرد المحتجين بسبب تجاوزهم للقياسات المسموح بها.
استقبال مطربة إسرائيلية في يوروفيجن 2025
وفي مشهدٍ متكرر، استُقبلت رافائيل بصيحات استهجان من بعض الحضور، وهي أصوات بدت أوضح في لقطات وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالبث الرسمي.
وقالت رافائيل في مقابلة مع “BBC”: “كنت أتوقع الصيحات، واستعد فريقي لذلك من خلال التدرب على سماع أصوات مشابهة”.

الحرب الإسرائيلية في غزة
رغم محاولاتها الإبقاء على طابع فني للمشاركة، فإن وجود رافائيل في المسابقة لم ينفصل عن الأبعاد السياسية الحادة، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني وفقًا لآخر الإحصاءات، فيما يُمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ مارس الماضي.
وقد تصاعدت حدة الجدل حول مشاركة إسرائيل في يوروفيجن، حيث تقدمت هيئات بث أوروبية، من بينها جهات في إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا، بطلبات لمناقشة هذا التورط.
كما شهدت مدينة بازل احتجاجات في محيط فعاليات المسابقة. وأثناء حفل الافتتاح، رفع الوفد الإسرائيلي شكوى رسمية إلى الشرطة واتحاد الإذاعات الأوروبية، بعد تعرضه لما وصفوه بإيماءات تهديدية وبصق من أحد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
رافائيل علقت على الحادث بقولها: “كان ذلك مخيفًا ومزعجًا أحيانًا، لكنه يذكرني بسبب وجودي هنا – لنشر الحب وجلب الفخر لإسرائيل”.

استبعاد إسرائيل من المسابقة
في مواجهة تصاعد الغضب الشعبي والضغط السياسي، أصدر أكثر من 70 متسابقًا سابقًا في يوروفيجن بيانًا جماعيًا يدعو إلى استبعاد إسرائيل من المسابقة، متهمين اتحاد الإذاعات الأوروبية بـ”تبييض جرائم الحرب الإسرائيلية”، على حد تعبيرهم.
ومن بين الموقعين الفائزون السابقون تشارلي ماكجيتيجان وسلفادور سوبرال وفيرناندو توردو. وجاء في البيان: “من خلال السماح لإسرائيل بالمشاركة، يساهم اتحاد الإذاعات الأوروبية في تطبيع جرائمها، بما في ذلك الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، ونظام الفصل العنصري والاحتلال المستمر”.
هذا وقد سبق أن مُنعت دول من المشاركة في المسابقة لأسباب سياسية، كحال بيلاروسيا في 2021 وروسيا في 2022، ما أثار تساؤلات عن معايير الازدواجية في قرارات اللجنة المنظمة.
من جانبه، قال مدير مسابقة يوروفيجن مارتن غرين إن الاتحاد يتفهم “المخاوف والآراء العميقة بشأن النزاع الدائر في الشرق الأوسط”، لكنه شدد على أن “يوروفيجن حدث عالمي يهدف إلى تعزيز التواصل والتنوع والاندماج من خلال الموسيقى”.
وفيما تتحضر القاعة لاحتضان النهائي غدًا، لا يزال الدخان يتصاعد فوق غزة، حيث أفادت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية بمقتل أكثر من 50 شخصًا الليلة الماضية فقط، إضافة إلى 120 قتيلًا آخرين في اليوم السابق، نتيجة غارات جوية إسرائيلية مستمرة.
وهكذا، يقف يوروفيجن 2025 على مفترق طرق بين الموسيقى والسياسة، حيث تُغنى الأغاني تحت ظلال المعاناة، ويُرفع شعار “الوحدة” في وقتٍ تتعمق فيه الانقسامات.