الصين تستكشف الفضاء.. والولايات المتحدة تحذر من المخاطر

الصين تستكشف الفضاء.. والولايات المتحدة تحذر من المخاطر

في خضم الحرب الفضائية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، أعرب قائد القيادة الجنوبية الأمريكية، الأدميرال ألفين هولسي، عن قلق متصاعد بشأن تنامي البنية التحتية الفضائية الصينية في أمريكا اللاتينية.

وأكد في تصريحات نادرة، أنها تمثل الأكبر خارج الأراضي الصينية، مشيرًا إلى أن هذا التوسع المقلق يثير تساؤلات تتطلب إجابات حاسمة، سواء من واشنطن أو من الدول الشريكة في المنطقة.

 

الحرب الفضائية بين الصين والولايات المتحدة

وكشف هولسي، خلال مشاركته في مؤتمر أمني عُقد بجامعة فلوريدا الدولية في ميامي، أن القيادة الجنوبية بصدد تأسيس “قيادة الفضاء الجنوبية” خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن قوة الفضاء الأمريكية، وهو أحدث مكون في هيكل الجيش الأمريكي. وستتخذ القيادة الجديدة من قاعدة ديفيس-مونثان الجوية في ولاية أريزونا مقرًا لها.

وقال هولسي للحاضرين في “المؤتمر السنوي العاشر لأمن نصف الكرة الأرضية”: “الفضاء قضية محورية بالنسبة لي”، وأضاف أن “المنطقة تحتضن عشر منشآت فضائية صينية موزعة على خمس دول، وتؤدي مهام تشمل مراقبة الأجسام الفضائية، وتحديد الهوية، وأنظمة القياس عن بُعد والتتبع والتحكم، وهي كلها أدوات بالغة الأهمية في العمليات الفضائية العسكرية”.

الحرب الفضائية بين الصين والولايات المتحدة

وأوضح أن هذه الكثافة من البنية التحتية تجعل أمريكا اللاتينية ثاني أهم منطقة في العالم – بعد الصين القارية – من حيث الوجود الفضائي والعمالة المرتبطة به، مشددًا على أن ذلك يفرض على الولايات المتحدة، وبشكل خاص القيادة الجنوبية، فهم ما قد تعنيه هذه التحركات في المستقبل.

وتابع: “ترى بكين في أمريكا اللاتينية فرصة لا تُقدّر بثمن، وهي تتحرك بسرعة مقلقة لترسيخ نفوذها. إنهم يُشكلون تهديدًا متسارعًا، ويتقدمون على جبهات متعددة. مقاربتهم للمنطقة ليست مجرد نفوذ ناعم، بل ترتكز على أدوات اقتصادية تمنحهم فرصًا لإملاء شروط غير متكافئة على الشركاء”.

 

الصين: “محطة أبحاث القمر الدولية”

وتقود الصين، إلى جانب روسيا، مشروعًا طموحًا لاستكشاف القمر ضمن مبادرة “محطة أبحاث القمر الدولية” (ILRS)، والذي يتضمن خططًا لبناء محطة طاقة نووية على سطح القمر، في سباق تكنولوجي واستراتيجي يوازي مشروع “أرتميس” الأمريكي. 

وتتنافس القوتان في تعزيز قدراتهما في الاتصالات والمراقبة وتوجيه الأنظمة في الفضاء، ما يؤثر بشكل مباشر على موازين القوة في أي صراعات مستقبلية.

وكان تحقيقٌ أجرته مجلة نيوزويك في ديسمبر الماضي قد سلط الضوء على مشروع مرصد فضائي صيني مشترك في منطقة سيرو فينتارونيس بتشيلي، تشرف عليه شركة صينية مملوكة للدولة. 

<span style=
الحرب الفضائية بين الصين والولايات المتحدة

ووفقًا للتقرير، هناك ما لا يقل عن 16 منشأة صينية ذات صلة بالفضاء في أمريكا اللاتينية، رغم تباين الأرقام تبعًا لتعريفات الجهات المختلفة. وقد دفعت الضغوط الإعلامية والسياسية الحكومة التشيلية إلى تعليق المشروع لاحقًا.

يُذكر أن تصريحات هولسي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية تصعيدًا على خلفيات تكنولوجية وعسكرية متعددة، تمتد من بحر الصين الجنوبي إلى الفضاء الخارجي، مما يزيد من أهمية رصد التحركات الصينية في نصف الكرة الغربي، الذي طالما اعتبرته واشنطن ضمن مجال نفوذها التقليدي.

وفي ظل هذا الواقع، تبدو الخطوة الأمريكية بإطلاق قيادة فضائية جديدة في الجنوب إشارة واضحة إلى أن المنافسة مع الصين قد تجاوزت الأرض، وباتت تدور رحاها في مدار الكوكب.