تيليجرام تقوم بحظر منصات غير شرعية ساعدت في عمليات الاحتيال وغسل الأموال.

أعلنت منصة المراسلة الشهيرة “تيليجرام” يوم الخميس عن حظر وإزالة سوقين رقميين سوداوين يُعرفان بتسهيل أنشطة إجرامية عبر الإنترنت، وهما “Xinbi Guarantee” و”Huione Guarantee”، واللذان تمكّنا من تسهيل معاملات تجاوزت قيمتها الإجمالية 35 مليار دولار منذ عام 2021، وفقًا لتحليل شركة “إليبتيك” المتخصصة في أبحاث البلوكشين.
وجاءت هذه الخطوة بعد اكتشاف تعامل السوقين مع شبكات إجرامية تشمل عمليات احتيال وغسل أموال وتبادل بيانات مسروقة.
تفاصيل العملية
أوضحت “تيليجرام” في بيان موجز أن سياسات المنصة تحظر صراحةً أي أنشطة غير قانونية، مؤكدةً التزامها بإزالة المحتوى المخالف فور رصده. وبحسب تقرير لوكالة رويترز، ظهرت علامات توقف السوقين عن النشاط اعتبارًا من يوم الخميس، بينما أعلنت “Huione Guarantee” عبر موقعها الإلكتروني توقفها الدائم عن العمل بدءًا من يوم الثلاثاء الماضي، بعد حظر حسابها على المنصة.
كشفت “إليبتيك” أن حجم التداول في السوقين يفوق بكثير منصات سوداء شهيرة مثل “سيلك رود” (Silk Road)، التي ركزت على تجارة المخدرات، مما يسلط الضوء على اتساع نطاق الجرائم الإلكترونية المدعومة بهذه المنصات. وأشارت الشركة إلى أن الحظر يمثل “ضربةً استباقية” تعطّل البنية التحتية التي يعتمد عليها المجرمون في غسل الأموال وتنسيق الهجمات الإلكترونية.
تُعتَبر “Huione Guarantee” جزءًا من مجموعة “Huione Group” الكمبودية، التي تمتلك أيضًا شركتَي دفع رقمية وعملات مشفرة. وفي يوليو 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المجموعة، واصفةً إياها بـ”السوق المفضلة للكيانات الإلكترونية الخبيثة”، وفقًا لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت. كما كشفت تحقيقات سابقة لـ”رويترز” عن تلقي “Huione Pay” – إحدى شركات المجموعة – تحويلات بقيمة 150 ألف دولار من محفظة رقمية مرتبطة بـ”مجموعة لازاروس” الكورية الشمالية، التي تُصنَّف كعصابة إجرامية إلكترونية.
ردود الفعل والتحديات المستقبلية
يُعد هذا الحظر خطوةً بارزة في مواجهة الأسواق السوداء الرقمية المتخفية بمنصات التواصل، لكنه يثير تساؤلات حول فاعلية الإجراءات التكنولوجية في تعقب الأنشطة المخفية، خاصةً مع تحوّل المجموعات الإجرامية إلى منصات بديلة. وتؤكد “إليبتيك” أن حجم التداول الضخم يكشف عن تعقيدات مكافحة الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود، التي تعتمد على تقنيات متطورة مثل العملات المشفرة وشبكات اتصال مشفرة.
منذ إطلاقه عام 2013، أصبح تيليجرام (Telegram) واحدًا من أبرز تطبيقات المراسلة الفورية، حيث يتميز بتركيزه على الأمان والخصوصية، إلى جانب تقديمه مجموعة واسعة من الميزات التي جعلته مفضلاً لدى ملايين المستخدمين حول العالم.
النشأة والتميز التقني
تم تأسيس تيليجرام على يد الأخوين بافل ونيكولاي دوروف، اللذين سعيا لإنشاء منصة توفر مراسلة مشفرة وسريعة بعيدًا عن رقابة الحكومات والشركات الكبرى. يعتمد التطبيق على نظام التشفير القوي (End-to-End Encryption) في الدردشات السرية، مما يضمن للمستخدمين حماية محادثاتهم من التجسس أو الاختراق.
كما يتمتع تيليجرام بميزة التخزين السحابي، حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى رسائلهم وملفاتهم عبر أي جهاز دون الحاجة إلى الاحتفاظ بها محليًا، مما يتيح تجربة سلسة في التنقل بين الأجهزة المختلفة.
الميزات الفريدة
تيليجرام ليس مجرد تطبيق مراسلة، بل يُعد منصة متكاملة توفر أدوات عديدة، مثل:
القنوات والمجموعات التي تُمكّن المستخدمين من مشاركة المحتوى مع أعداد كبيرة.
البوتات الذكية التي تُستخدم في الأتمتة، مثل الأخبار، الترجمة، والألعاب.
إمكانية إرسال ملفات كبيرة تصل إلى 2 جيجابايت، وهي ميزة تتفوق على العديد من التطبيقات المنافسة.
حصد تيليجرام شعبية واسعة خاصة خلال فترات الأزمات السياسية، حيث لجأت إليه العديد من الجماعات الصحفية والناشطين بحثًا عن وسيلة آمنة للتواصل. كما يُستخدم بشكل متزايد في التسويق الرقمي والتعليم، نظرًا لميزاته المتعددة وإمكانية الوصول السهل إلى المحتوى.
بفضل تحديثاته المستمرة ونهجه القائم على الخصوصية والابتكار، يواصل تيليجرام تعزيز مكانته كأحد أهم تطبيقات التواصل في العصر الرقمي.