ماذا يمكنني أن أفعل إذا كنت أشك في أني لم أقرأ الفاتحة؟ وما هو حكم قراءتها بعد السورة التي تليها؟

ماذا يمكنني أن أفعل إذا كنت أشك في أني لم أقرأ الفاتحة؟ وما هو حكم قراءتها بعد السورة التي تليها؟

ماذا أفعل إذا شككت أني لم أقرأ الفاتحة؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرون ونجيب عنه بموجب فتوى رسمية.

هل تجوز الصلاة بدون سورة الفاتحة؟

أكدت دار الإفتاء أن سورة الفاتحة تُعد ركنًا أساسيًا لا تُقبل الصلاة بدونه، وهو رأي جمهور العلماء، مستندين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». وهذا يعني أن كل ركعة في الصلاة يجب أن تحتوي على هذه السورة، سواء في الصلاة المفروضة أو النافلة، وسواء صلى الفرد منفردًا أو إمامًا.

من نسي قراءة الفاتحة وقرأها بعد السورة 

أوضح الدكتور حسن اليداك،  أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال شائع بين المصلين، أن من نسي قراءة الفاتحة في محلها، ثم تذكرها وقرأها بعد السورة، فإن صلاته صحيحة بإجماع جمهور العلماء، لكن يُستحب له أن يسجد للسهو احتياطًا وإتمامًا للخشوع.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقاء تليفزيوني أمس: ” الصلاة صحيحة بإذن الله، لأنك قرأت الفاتحة، ولكنك أخّرتها عن موضعها.. والأصل أن تُقرأ الفاتحة أولًا ثم السورة، كما كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم، أما تأخيرها عن موضعها ففيه خلاف، والأفضل أن تسجد سجدتين للسهو في نهاية الصلاة، إتمامًا لها وحرصًا على السنة”.

وأكد أن الحديث النبوي الشريف “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”، يدل على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، لكنه لا يشترط تقديمها على السورة، وإن كان ذلك هو الأكمل.

وتابع: “ننصح المصلين بالتركيز والخشوع أثناء الصلاة، وأن يحرصوا على الترتيب الصحيح للقراءة: الفاتحة أولًا ثم السورة، ومع ذلك لا داعي للقلق، فمن نسي ثم تدارك، فصلاته صحيحة ولا يعيدها”.

الأزهر: الفاتحة من فروض الصلاة التي لا تسقط

من جانبه، أكد الأزهر الشريف أن قراءة الفاتحة من فروض الصلاة التي لا تسقط عن المصلّي إلا لعذر واضح، كعدم القدرة على القراءة أو وجود إعاقة تحول دون ذلك، وفي هذه الحالة يجوز للمصلي أن يأتي بذكر الله بقدر استطاعته، كأن يردد ألفاظًا بسيطة مثل: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.

الشعراوي: الفاتحة حوار روحي بين العبد وربه 

وقد أشار الشيخ محمد متولي الشعراوي في أحد دروسه، إلى أن الفاتحة ليست مجرد تلاوة، بل هي حوار روحي بين العبد وربه، يبدأ بالحمد وينتهي بالدعاء بالهداية. وقال: “سورة الفاتحة فيها كل معاني العقيدة، وفيها الرجاء والخوف، وفيها طلب الهداية، ومن فقدها في صلاته فقد جوهر الصلاة الحقيقي.”