تاريخ المواجهة بين الماضي والمستقبل: إنجازات رونالدو قبل قدوم يامال

تاريخ المواجهة بين الماضي والمستقبل: إنجازات رونالدو قبل قدوم يامال

كريستيانو تُوج بأول ألقابه قبل أن يرى لامين النور بـ5 أعوام

لن تكون مواجهة كريستيانو رونالدو ولامين يامال مجرد منافسة فردية في مباراة دولية، وإنما تمثل صراع التاريخ والمستقبل.. بين مجد كُتب على مدار عقدين من الزمن، ومعجزة صاعدة تشق طريقها بصورة مذهلة توحي بمولد أسطورة جديدة.

صدام رونالدو ويامال الفريد من نوعه، كونه يجمع جيلين مختلفين، غطى على المنافسة المشتعلة بين البرتغال وإسبانيا، ليتصدر عناوين الصحف العالمية خلال الساعات القليلة الماضية.

لفت صاحب الأصول المغربية الأنظار مبكرًا حتى قبل أن يتم عامه الـ18، وبات أحد المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية، وهو أفضل نجم شاب في العالم بلا منازع.

وعندما سُئل يامال الخميس الماضي بعد الفوز على فرنسا عن مواجهة رونالدو لأول مرة، أجاب بعفوية “إنه أسطورة في كرة القدم”.

النجم الإسباني، المولود في 13 يوليو/ تموز 2007، حقق إنجازات مبكرة لم يحققها أساطير، منهم رونالدو نفسه، في نفس السن، لعل أبرزها تتويجه بطلًا لكأس أمم أوروبا.

لكن المثير أن رونالدو، صاحب الـ40 عامًا، كان قد وصل بالفعل للمجد بألقاب وأرقام قياسية قبل حتى ولادة يامال، خصمه اليوم.

مجد مبكر

عندما وُلد يامال في يوليو/ تموز 2007، كان رونالدو، بعمر 22 عامًا، قد تجاوز محطة البدايات وأصبح أحد ألمع نجوم أوروبا، وقبل هذا التاريخ حقق الدون إنجازات رفيعة المستوى مع فريقه وقتها مانشستر يونايتد.

فبحلول صيف 2007، كان رونالدو تُوّج ببطولته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما قدم موسمًا استثنائيًا نال فيه جائزة لاعب العام من رابطة البريميرليج، وأفضل لاعب من رابطة الكتاب، وجائزة أفضل لاعب شاب من جمعية اللاعبين المحترفين، 3 جوائز فردية مرموقة في موسم واحد.

Getty Images

كما توج رونالدو بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 2003-2004، فضلًا عن كأس الرابطة موسم 2005-2006.

وقبل انتقاله إلى يونايتد، كان كريستيانو افتتح سجل ألقابه ببطولة كأس السوبر البرتغالي مع سبورتنج لشبونة عام 2002، أي قبل 5 أعوام من ولادة يامال.

وعلى الصعيد الدولي، كان قد احتل المركز الرابع في كأس العالم 2006، وبلغ نهائي كأس أمم أوروبا 2004، وهي إنجازات غير مألوفة للاعب في بداية مسيرته في ذلك الوقت.

ومع ذلك فشل رونالدو في معانقة اللقب القاري بعمر 19 عامًا، الإنجاز الذي نجح فيه يامال في سن الـ17.

لكن الدون حقق ذلك اللقب لاحقًا (عام 2016)، وبات اليوم أكثر لاعب تسجيلًا للأهداف على المستوى الدولي عبر التاريخ بـ137 هدفًا، وكذلك الأكثر مشاركة بـ220 مباراة.

رونالدو لم يكن مجرد جناحٍ سريع أو مهاري، بل كان ماكينة تهديفية صاعدة بثبات، فقد سجل حتى ذلك الحين 55 هدفًا على مستوى الأندية، و17 هدفًا دوليًا مع البرتغال، رغم أنه لم يبلغ بعد ذروة مستواه.

وبعد ولادة يامال بعام واحد، بدأ رونالدو هيمنة حقيقية على الألقاب الفردية والجماعية، إذ يعد 2007-2008 موسم انطلاق الدون.

ويكفي القول إن ذلك الموسم شهد حصده دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي ولقب الهدّاف في كل مسابقة، إضافة إلى الحذاء الذهبي في القارة العجوز.

وكان منطقيًا أن يتوج البرتغالي كل ذلك بأول كرة ذهبية من أصل 5 حققها حتى الآن.

وريث الأساطير أم مجرد موضة؟

أصبح يامال ظاهرة كروية نادرة، لم ينتظر طويلاً كي يعلن عن نفسه، فقد أصبح أصغر لاعب في تاريخ الليجا، وسجل اسمه كأصغر هدّاف في تاريخ منتخب إسبانيا.

ذروة ظهوره جاءت حين قاد “لا روخا” للتتويج بكأس أوروبا العام الماضي، حيث سجل هدفًا أسطوريًا في نصف النهائي ضد فرنسا.

وبعد أدائه الموسم المنصرم مع برشلونة في دوري أبطال أوروبا وتتويجه بالدوري الإسباني فرض الإسباني الواعد نفسه على الساحة، وأطلق عليه كثيرون لقب “ميسي الجديد”.

ربما لا تكون مواجهة يامال لرونالدو اختبارًا لقدرات الفتى الذهبي الإسباني فحسب، بل لحجم الحلم الذي يمكن أن يولد من ظل أسطورة.

الأيام وحدها ستجيب عن السؤال.. هل يتسلم يامال راية رونالدو، الذي يملك إرثًا ضخمًا من الإنجازات، على رأسها 5 ألقاب في دوري الأبطال و5 كرات ذهبية، ويسير على نفس الخطى، أم يتحول إلى موضة تختفي سريعًا مثل كثيرين سبقوه؟