قصة سعودية: الخراشي يكشف أسرار الحلم الذي يبدو بعيد المنال

قصة سعودية: الخراشي يكشف أسرار الحلم الذي يبدو بعيد المنال

في أوقات المِحن، تبرز قيمة تحمل المسؤولية كنجم يضيء دروب الإنجاز. في التصفيات المؤهلة لمونديال 1994، وبينما هزّت إقالة المدرب كاندينو أركان المنتخب السعودي، نهض مساعده محمد الخراشي ليحمل الراية بثبات.

وبقلب جريء قاد الخراشي “الأخضر” إلى انتصار أسطوري، على إيران محطمًا حاجز المونديال لأول مرة. وفي هذه اللحظة المجيدة، تحولت التحديات الطارئة إلى ملحمة خالدة، فجسدت تلك الحظة الفارقة قيمة أمثال الخراشي الذي نقش اسمه في تاريخ الكرة السعودية للأبد.

هيمنة آسيوية

المنتخب السعودي أصبح الأقوى في آسيا في حقبة الثمانينيات، حيث تُوج ببطولة كأس الأمم مرتين متتاليتين، في 1984 و1988، كما خسر المباراة النهائية للبطولة ذاتها في 1992.

في المقابل، ظلت كأس العالم عقدة السعوديين الأزلية، فبينما تأهلت المنتخبات المجاورة مثل العراق والكويت والإمارات، فشل “الأخضر” في محاكاة التجربة.

النقطة الفاصلة كانت عندما بدأ المنتخب السعودي تصفيات كأس العالم 1994 تحت قيادة المدرب البرازيلي جوزيه كاندينو، الذي جاء خلفًا لمواطنه نيلسينيو الذي أقيل عقب احتلال المركز الثالث في كأس الخليج العربي.

البداية كانت متعثرة، حيث كاد المنتخب السعودي يودع تصفيات كأس العالم من المرحلة الأولى، ولم يتأهل للمرحلة النهائية سوى في الجولة الأخيرة، عقب الفوز على منتخب الكويت الذي كان يكفيه التعادل للتأهل.

بداية متعثرة

في أكتوبر/تشرين الأول 1993، أقيمت مباريات المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 1994 في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة 6 منتخبات، وهي السعودية والعراق وإيران واليابان وكوريا الجنوبية وجارها الشمالية.

تعثر المنتخب السعودي في 3 من أول 4 مباريات في تلك المرحلة، حيث لم يفز سوى على كوريا الشمالية بنتيجة 2-1 في الجولة الثانية.

في المقابل، تعادل المنتخب السعودي مع اليابان سلبيًا في الجولة الأولى، ثم مع كوريا الجنوبية والعراق بنتيجة 1-1 في الجولتين الثالثة والرابعة.

أصبح موقف المنتخب السعودي صعبًا، وكان يحتل المركز الثاني برصيد 5 نقاط، بفارق الأهداف خلف اليابان، لكنه سيواجه منتخب إيران في الجولة الأخيرة، ويسعى الأخير للفوز للعودة للمونديال بعد غياب منذ 1978.

بصمة الخراشي

ما زاد من صعوبة الأمور على المنتخب السعودي، صدور قرار بإقالة المدرب البرازيلي جوزيه كاندينو، عقب التعادل مع العراق، قبل 3 أيام تقريبًا من المباراة المرتقبة ضد إيران.

وتم الاستقرار على أن يتولى السعودي محمد الخراشي، المدرب المساعد لكاندينو، المهمة في المباراة المصيرية ضد إيران، التي لا بديل فيها عن الفوز من أجل التأهل للمونديال لأول مرة.

وبالفعل، حقق الخراشي المعجزة، وقاد المنتخب السعودي للتأهل لكأس العالم 1994 في سابقة تاريخية، عقب الفوز على إيران بنتيجة 4-3.

المنتخب السعودي احتل صدارة المجموعة بعد أن كان قريبًا من الخروج، وتأهل إلى المونديال الذي عاد فيه الخراشي للعمل كمدرب مساعد، بعد التعاقد مع الأرجنتيني خورخي سولاري.

وقدم “الأخضر” أول وأفضل مشاركة في تاريخه بالمونديال، حيث تأهل لدور الـ16، قبل أن يرحل سولاري عقب نهاية البطولة، ويعود الخراشي لمنصب المدير الفني في خليجي 12، ليقود المنتخب السعودي لأول لقب في تاريخه بالمسابقة.