البنك الدولي: انخفاض كبير في استثمارات الدول النامية
واشنطن في 17 يونيو /العُمانية/ أفاد البنك الدولي في تقرير حديث له، بأن تدفقات
الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات النامية تراجعت إلى 435 مليار دولار في
2023، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 2005، وذلك مع تدفق 336 مليار دولار فقط إلى
الاقتصادات المتقدمة، في أدنى مستوى لها منذ 1996.
وذكر البنك الدولي في تقريره أن تزايد الحواجز الاستثمارية والتجارية
ومخاطر الاقتصاد الكلي والمخاطر الجيوسياسية أثرت على تدفقات الاستثمار الأجنبي
المباشر إلى البلدان النامية، مما شكل تهديدًا لجهود التنمية.
وأوضح أن الركود العالمي في مختلف البلدان مرتبط بالتراجع الكبير في
الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي بدوره ترك “فجوات واسعة في البنية الأساسية”
في البلدان النامية وأدى إلى تقويض الجهود الرامية للقضاء على الفقر العالمي
وتلبية الاحتياجات الملحة لتغير المناخ.
وطالب التقرير، الذي يستند إلى بيانات من 2023، الاقتصادات النامية بتخفيف
القيود التي تراكمت في السنوات القليلة الماضية وتعزيز التكامل التجاري وتشجيع
المزيد من الناس على المشاركة في الاقتصاد الرسمي، مطالبًا كافة الدول بالعمل معًا للتأكد من
تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات النامية ذات الاحتياجات
الاستثمارية الأكبر.
يأتي هذا التقرير بعد أسبوع من خفض البنك الدولي من توقعاته للنمو
الاقتصادي العالمي لعام 2025 بواقع 0.4 بالمائة إلى 2.3 بالمائة، محذرًا من أن ارتفاع الرسوم
الجمركية وتزايد حالة عدم اليقين يشكلان عقبة كبيرة أمام جميع الاقتصادات.
وكشف البنك بأن متوسط الاستثمار الأجنبي المباشر قارب تريليوني دولار
سنويًّا على مستوى العالم خلال العقد الماضي، وأن البيانات تشير إلى أن زيادة 10 بالمائة في
تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر يمكن أن تعزز من الناتج المحلي الإجمالي في
اقتصاد زاد 0.3 بالمائة بعد ثلاث سنوات.
وذكر أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات النامية في 2023،
قد بلغت نسبة إلى ناتجها المحلي الإجمالي، ما يعادل 2.3 بالمائة فقط، أي ما يقرب من نصف
المستوى القياسي المسجل في 2008، فيما نمت
هذه التدفقات إلى الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بسرعة خلال العقد
الأول من القرن الحادي والعشرين، وبلغت ذروتها عند ما يقرب من 5 بالمائة من الناتج المحلي
الإجمالي في 2008، إلا أنها تراجعت منذ ذلك الحين.
وأضاف البنك أن نمو التجارة تراجع تراجعًا ملحوظًا بين 2020 و2024، حيث انخفض
إلى أبطأ وتيرة له منذ 2000، بينما ارتفع عدم اليقين الاقتصادي إلى أعلى مستوى له
منذ مطلع القرن، مشيرًا إلى أن الاقتصادات
المتقدمة ضخت ما يقرب من 90 بالمائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات
النامية على مدى العقد الماضي.
يشار إلى أن أكبر ثلاث دول نامية، الصين والهند والبرازيل، استقبلت ما يقرب
من نصف إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الفترة من 2012 إلى 2024.
/العُمانية/
خالصة