قضايا وآراء في الصحافة العالمية

قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 14
أبريل /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا
مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية حماية
الأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي، وجدوى استخدام التقنيات الذكية في تغليف الأغذية
لتقليل هدر الطعام بالإضافة إلى تكاليف تغير المناخ على الشركات.

فصحيفة
“كوريا تايمز” نشرت مقالًا بعنوان: “حماية الأطفال في عصر الذكاء
الاصطناعي”

بقلم الكاتب
“فيتيت مونتاربورن” وهو أستاذ فخري في جامعة شولالونغكورن التايلندية.

استفتح الكاتب
مقاله بالإشارة إلى أن مصطلح “الذكاء الاصطناعي التوليدي” أصبح شائعًا
الآن، حيث بات الجمهور مفتونًا بقدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى نشط مثل
الإبداعات المكتوبة والصوتية.

ويرى أن
العالم يتجه نحو الذكاء الاصطناعي العام حيث ستتمكن الروبوتات من مضاهاة الذكاء
البشري بل وحتى التفوق عليه.

وأكد الكاتب
على أن علاقة الذكاء الاصطناعي بالأطفال تدعو إلى إلى التأمل والحذر.

ووضح أنه من
ناحية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجلب فوائد كبيرة، بناءً على نقاط القوة في
الرقمنة الحالية.

ويمكن أن يكون
أداة تعليمية مفيدة، مثل مساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات التعلم أو الإعاقات.

وأضاف أنها
تقنية اتصال وتساعد في تسهيل الاتصال ونشر المعلومات، كما يمكن أن تعمل كأداة
للترفيه، مثل اختراع الألعاب. ومن شأنها أن تعزز الكفاءة البشرية، مثل التعامل مع
المهام المتكررة في المجال الطبي.

وفي المقابل،
أشار الكاتب إلى أنه من ناحية أخرى، يجلب الذكاء الاصطناعي أيضًا مخاطر.

وقال في هذا
السياق: “قد يتم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للاستغلال، كما يمكن استخدام
تقنياته للتنمر ونشر خطاب الكراهية والتمييز والعنف. إن الذكاء الاصطناعي ربما
يكون أداة لتشويه المعلومات والتلاعب بها، والخداع والاحتيال، والتضليل”.

ومن وجهة نظر
الكاتب فإن الأسر بحاجة ماسة إلى خيارات “التخلص من السموم الرقمية”.

وهذا من شأنه
أن يمكّن الآباء من العمل مع الأطفال لحماية بعض المساحات في المنزل لتكون خالية
من التكنولوجيا.

وشدّد على
ضرورة وجود فترات من التفاعل البشري بدون التكنولوجيا، جنبًا إلى جنب مع وقت
الفراغ معًا كبشر.

ونوّه إلى
أهمية رعاية الأنشطة الإنسانية مثل مساعدة الأطفال بهدف توليد دفء التعاطف الذي لا
يمكن لأي تكنولوجيا أن تحل محله.

وفي سياق
متصل، يرى الكاتب “توهيد ديدار” وهو أستاذ مشارك ورئيس أبحاث كندا في
المواد الحيوية النانوية والهندسة الميكانيكية والطبية الحيوية بجامعة ماكماستر،
أن استخدام التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في تغليف الأغذية يمكن أن يقلل من
هدر الطعام.

وأشار في
بداية مقاله الذي نشرته مجلة “الكونفيرسيشن” إلى أن انعدام الأمن
الغذائي هو أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه البشرية، حيث يؤثر على أكثر من
ملياري شخص في جميع أنحاء العالم.

ووضح أن من
عجيب المفارقات أنه في حين يعاني الكثيرون من نقص القدرة على الوصول إلى الغذاء،
فإن أكثر من 30 بالمائة من غذاء العالم يهدر كل عام، بسبب عدم الكفاءة في الإنتاج
والتوزيع والاستهلاك.

وأكد على أن
أنظمة وضع العلامات القديمة وغير الدقيقة وغير الصحيحة غالبًا – مثل تواريخ انتهاء
الصلاحية المطبوعة – تسهم في هذه المشاكل الضخمة، مما يؤدي إلى التخلص غير
الضروري من الغذاء الآمن والصحي وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري
والخسائر المالية.

ومن وجهة نظر
الكاتب فإن معالجة هذه الأزمات تتطلب استثمارًا جريئًا في التقنيات المستدامة التي
تم اختبارها بالفعل والمتاحة.

وأشار إلى أن
هذه الابتكارات تشمل تغليف الأغذية الذكية التي توفر مراقبة جودة الغذاء في الوقت
الفعلي في كل عبوة، وهذا من شأنه أن يسمح للمنتجين وتجار التجزئة والمستهلكين
بتلقي معلومات محدثة من خلال العبوة نفسها.

وقال إنه على
عكس ملصقات تاريخ انتهاء الصلاحية التقليدية التي تنقل الوقت فقط، فإن ابتكارات
تغليف الأغذية تستخدم أجهزة استشعار متقدمة والذكاء الاصطناعي لقياس مؤشرات التلف مثل
توازن الرقم الهيدروجيني ونمو البكتيريا والأمينات الحيوية، الأمر الذي يسمح بتتبع
ديناميكي ودقيق لنضارة الطعام.

وأكد على أن
هذه الأنظمة من شأنها أن تزيد من سلامة الغذاء وتمنع التخلص من الطعام الصالح
للاستهلاك. كما أن التحذيرات المبكرة والمحددة للغاية التي توفرها من شأنها أن
تقلل من الحاجة إلى الاختبارات المكلفة والتي تتطلب عمالة مكثفة عندما تحدث
المشاكل.

وشدد الكاتب
على ضرورة قيام الباحثين والمبتكرين بالعمل مع الشركات لتطوير نماذج أولية مثبتة
إلى تقنيات فعالة من حيث التكلفة وعالية الأداء، منوهًا إلى أهمية أن تعطي
الاستثمارات الأولوية ليس فقط للعائدات الاقتصادية، ولكن أيضًا للفوائد المجتمعية
طويلة الأجل.

وبين في ختام
مقاله أن معالجة انعدام الأمن الغذائي يتطلب نهجًا شاملًا ومستدامًا يجمع بين
الابتكار التكنولوجي والسياسات الداعمة والوعي المجتمعي. ومن خلال الاستثمار في
حلول ذكية وقابلة للتطوير، يمكننا تحويل أنظمتنا الغذائية لضمان هدر أقل للغذاء.

من جانب آخر،
نشرت صحيفة “ميل آند جارديان” الجنوب أفريقية مقالًا بعنوان: تحتاج
الشركات إلى حماية نفسها من تكاليف تغير المناخ بقلم الكاتب “سبيروس
فاتورس”.

وفي مستهل
المقال، وضح الكاتب أن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقع في طليعة أزمة المناخ،
حيث تواجه ارتفاع درجات الحرارة وموجات جفاف مطولة وظواهر جوية متطرفة وتهديدات
متزايدة للأمن الغذائي والبنية الأساسية.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تُسهم فيه المنطقة بأقل من 4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
العالمية، فإنها تتحمل تكلفة باهظة لتغير المناخ بشكل غير متناسب، الأمر الذي يحتم
على الشركات العمل على التخفيف من هذه الآثار.

وقال الكاتب إن منذ صدور أول تقرير عن المنتدى الاقتصادي العالمي للمخاطر العالمية عام 2006،
تفاقمت آثار المخاطر البيئية من حيث الشدة والتكرار، مما كلّف الاقتصاد العالمي
أكثر من تريليوني دولار.

ومن المتوقع
أن تتفاقم جميع المخاطر الـ 33 الواردة في الاستطلاع، بما في ذلك التضليل
الإعلامي، والصراعات المسلحة بين الدول، والاستقطاب المجتمعي، والمواجهة
الجيواقتصادية، في السنوات التي تسبق عام 2035، إلا أن المخاطر البيئية تُمثل
التدهور الأبرز.

وأضاف أن
أفريقيا تتحمل العبء الأكبر من تغير المناخ، حيث تدفع تكلفة باهظة بشكل غير متناسب
للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة وتناقص موارد المياه
والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي والبنية الأساسية.

ونوه الكاتب
إلى أن البلدان الأفريقية تفقد حوالي 5% من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب التأثيرات
المرتبطة بالمناخ، مما يُجبر الكثير منها على تخصيص ما معدله 9% من ميزانياتها
الوطنية لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة.

وأكد على أن
رغم إسهام القارة بنسبة تصل إلى أقل من 4% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
العالمية، إلا أن فاتورة تغير المناخ آخذة في الارتفاع: إذ تستمر موجات الجفاف
لسنوات عديدة في أجزاء كثيرة من القارة، بينما تسببت الفيضانات الكارثية في خسائر
فادحة في الأرواح وأضرار في البنية الأساسية في جميع أنحاء غرب ووسط أفريقيا
والقرن الأفريقي وجنوب أفريقيا.

ويرى أنه رغم
الجهود المبذولة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أن التقدم كان بطيئًا
للغاية.

ونتيجةً لذلك،
شدد الكاتب على ضرورة تركيز الشركات على التكيف مع واقع المناخ برؤية طويلة المدى
واتخاذ قرارات استراتيجية بشأن التأمين ووجهات الاستثمار وكيفية إدارة الأصول
وكيفية بناء مرونة مالية طويلة الأجل.

وأكد على أن
الشركات تحتاج إلى حماية أصولها المادية وضمان استمرارية العمليات وحماية الموظفين
والاستعداد للطوارئ.

كما لفت
الكاتب إلى أهمية قيام الشركات بالنظر في نمذجة مخاطر المناخ للتنبؤ بالسيناريوهات
المستقبلية المحتملة وتحديد المجالات التي تتطلب التخفيف.

وأضاف في ختام
مقاله أن هذه الشركات قد تحتاج إلى شراء منتجات تأمين أكثر تخصصًا مثل التأمينات
البارامترية لمعالجة المخاطر الناشئة وتمكين المؤسسات من الحماية من خسائر
الإيرادات الناتجة عن اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن أحداث مثل الكوارث
الطبيعية ومخاطر الطقس وعدم الاستقرار السياسي، والهجمات الإلكترونية.

/العُمانية/

أحمد صوبان