“الحرمان” يعصف بـ6 ملايين طفل سوداني جراء الأزمة الإنسانية

الخرطوم في 18 أبريل / العُمانية / تتفاقم معاناة الأطفال
في السودان بشكل مقلق في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها حاليًّا، وسط تقديرات تشير
إلى أن 3.7 مليون طفل يعانون سوء التغذية، بينما حُرم الملايين من التحصين والحق
في التعليم.

ووفقًا لمنظمة “أنقذوا الطفولة” الدولية،
فإن من بين 15 مليون سوداني أجبرتهم الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 على
الفرار، هنالك 6 ملايين طفل يعيشون أوضاعًا بائسة.

كما يواجه الملايين خطر الموت بسبب حرمانهم من التحصين
ضد أمراض الطفولة المعدية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ويشكل أطفال السودان 42 بالمائة من إجمالي الأطفال
الذين لم يتلقوا أي جرعة تحصين في منطقة شرق المتوسط، التي تضم 22 دولة.

وانخفضت نسبة التغطية بالتطعيم في السودان من 85
بالمائة قبل الحرب إلى نحو 50 بالمائة، وفي المناطق التي يدور فيها النزاع بلغ متوسط
معدلات التطعيم 30 بالمائة، وهو معدل منخفض للغاية.

وقال رئيس العمليات الإنسانية بمنظمة “أنقذوا
الأطفال” في السودان فرانشيسكو لانينو، لوكالة الأنباء الإيطالية
“أنسا”، إن الصغار يدفعون الثمن الأكبر للمعاناة الناجمة عن الحرب التي
دخلت عامها الثالث من دون أن يلوح في الأفق أمل لوقفها.

وأوضح لانينو: “عيون الأطفال شهدت عنفًا لا
يوصف. عندما يلجأون إلى معسكراتنا تبدو عليهم عيون ضائعة وحزينة ومكتئبة”.

وتزايدت خلال الفترة الأخيرة المخاوف من تداعيات
كارثية للحرب على أطفال السودان.

وأدى استمرار النزاع إلى فقدان ملايين الأطفال
عامين دراسيين، حيث لا تزال المدارس مغلقة في مناطق الصراع التي تشكل نحو 60
بالمائة من أنحاء السودان.

وتترتب على بقاء الأطفال خارج التعليم آثار نفسية
بالغة الخطورة.

وطالبت منظمة “أنقذوا الأطفال” المجتمع
الدولي بالضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وتعزيز التدخل الإنساني لإنقاذ حياة
ملايين الأطفال، لكن الأمم المتحدة تقول إنها تواجه نقصًا حادًّا في التمويل وعقبات
“بيروقراطية” تعيق إيصال المساعدات إلى السودان.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك “وصول
المساعدات الإنسانية يتعرض لتقويض شديد بسبب التأخير في الموافقة على تأشيرات
العاملين في المجال الإنساني”.

وأضاف: “تمت الموافقة على 16 بالمائة فقط من
طلبات التأشيرات في مارس الماضي، مما قد يؤثر بشكل خطير على عمليات إنقاذ الأرواح
إذا استمر هذا الاتجاه”.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة فإن هنالك نقصًا يقدر
بنحو 90 بالمائة، في التمويل الذي تحتاجه العمليات الإنسانية في السودان، المقدر
بنحو 4.2 مليار دولار.

/ العمانية /

شيخة الفليتية