خبراء في عالم الجليد يحذّرون من ذوبان الأنهار الجليدية في السويد والنرويج

بروكسل في 17
أبريل /العُمانية/ أعلن البرنامج الأوروبي لرصد الأرض “كوبرنيكوس” أن
الأنهار الجليدية في السويد والنرويج ذابت بمعدل 1.8 متر وهو معدل مثير للقلق يتجاوز
المتوسطات التاريخية خلال عام 2024 وهو العام الأكثر سخونة على الإطلاق الذي
تم تسجيله في أوروبا.

وقال المرصد اليوم: إن الأنهار الجليدية في السويد والنرويج
تذوب بشكل أسرع وأسرع، بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن تغير المناخ.. مضيفا أن
هذا الفقدان الكبير في كتلة الأنهار الجليدية يسبب قلقا شديدا بين العلماء وخبراء
البيئة.

ومن جانبهم،
يحذر علماء الجليد من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يختفي العديد من هذه الأنهار
الجليدية تماما في العقود المقبلة.

وشدد “إريك
هوس” عالم الجليد في السويد على ضرورة الاهتمام بهذه الصفائح الجليدية
الصغيرة “فهي بالغة الأهمية لنا نحن البشر، للطاقة والزراعة وإمدادات المياه،
وكل شيء. تعتمد بيئة الجبال والألب بأكملها على هذا التذبذب المائي”.

وعلى الرغم من
أن ذوبان الجليد جزء طبيعي من دورة مناخ الأرض، فإن المعدل غير المسبوق الذي يحدث
به سريع للغاية بحيث لا تستطيع النظم البيئية التكيف معه.

ووفقا للمنظمة
العالمية للأرصاد الجوية، فإن نحو 70% من المياه العذبة في العالم تأتي من الأنهار
الجليدية والثلوج، التي تغذي الزراعة والصناعة وإنتاج الطاقة وإمدادات مياه الشرب.

وتنتشر أكثر من
275 ألف نهر جليدي على كوكب الأرض في كل قارة، وتغطي مساحة تقدر بنحو 700 ألف
كيلومتر مربع، وتحتوي على ما يقدر بنحو 170 ألف كيلومتر مكعب من الجليد. وبالإضافة
إلى دورها في دورة المياه، فإن الأنهار الجليدية هي بمثابة كبسولات زمنية لتاريخ
كوكب الأرض. ويحتوي جليدها على سجلات لا تقدر بثمن للمناخات السابقة والتغيرات
البيئية وحتى النشاط البشري.

وعندما تتراجع
الأنهار الجليدية، فإننا لا نفقد هذه السجلات التاريخية التي لا يمكن تعويضها
فحسب، بل نفقد أيضا النظم البيئية الهشة التي تدعمها. ويهدد هذه الخسارة التنوع
البيولوجي العالمي ويخل بالتوازن البيئي الدقيق الذي استغرق آلاف السنين لتطويره.

وحذرت الهيئة
الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (جي آي إي سي) مرارا وتكرارا من أنه إذا لم
يتم خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن الغالبية العظمى من
الأنهار الجليدية الأوروبية سوف تذوب بشكل كبير أو تختفي تماما بحلول عام 2100.

يذكر أن الهيئة
الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي منظمة دولية تتبع الأمم المتحدة وتتألف
من ثلاثة آلاف من علماء المناخ، وماسحي المحيطات وخبراء الاقتصاد وغيرهم. وهي
الجهة العلمية النافذة في مجال دراسة الاحتباس الحراري وتأثيراته.

/العُمانية/

عبدالناصر العبري