إصدارات متنوعة لمؤسسة بيت الزبير لعام 2025
مسقط في 17 أبريل /العُمانية/ أصدرت مؤسسة بيت الزبير بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن مجموعة من الإصدارات الجديدة لعام 2025م، والتي تُحلّق في فضاءات الفكر والمعرفة، وتُتيح إطلالة واسعة على مفاصل مهمة من الواقع الثقافي، العالمي والعربي من جانب، والعُماني من جانب آخر.
وتتنوع الحقول المعرفية التي تتناولها الإصدارات بما يستجيب لاهتمامات القارئ العربي على اختلافها، إذ تُتيح هذه العناوين تواصلًا مختلفًا ومغايرًا مع الثقافة العالمية، ويتناول بعضها أسئلة الثقافة العربية على صعيدي النقد والفلسفة، بينما يتأمل البعض الآخر بعمق جوانب مفصلية من الثقافة في سلطنة عُمان.
يبحث كتاب “النقد الثقافي” في مسائل النقد الثقافي وإشكالياته النظرية والتجريبية، من خلال دراسات علمية لنخبة من الباحثين والمفكرين والنقاد العرب، انطلاقًا من كون مجال النقد الثقافي ما زال مجالًا حيويًا في الثقافة العربية، ويحتاج إلى مزيد من ضبط المفاهيم والرؤى والأدوات، وما زال بحاجة إلى اختبارات وتطبيقات ليتمكن من احتلال مكانة مرموقة في النقد الأدبي وتتضح رؤيته ذات المرجعيات المتعددة، والتي تُعد الفلسفة وعلوم الإنسان أبرزها.
ويتأمل الدكتور عبداللّه الغذّامي (السعودية) في ورقته بهذا الكتاب مشهد النقد الثقافي والنقد الأدبي والدراسات الثقافية، ويقدم الدكتور إدريس الخضراوي (المغرب) عرضًا نظريًا لدراسات ما بعد “الكولونيالية”، متوقفًا على الأفق النظري لهذه الدراسات وأثرها في إعادة تشكيل مفهوم الأدب.
وفي إطار من التنوع والثراء، يقدم الدكتور خالد البلوشي (سلطنة عُمان) ورقة بحثية بعنوان “النقد الثقافي في عُمان: القصّة القصيرة أنموذجاً”.
أما القاصُّ الدكتور محمود الرحبي (سلطنة عُمان) فيشارك بدراسة بعنوان “الذاكرة النسوية موضوعًا للنقد الثقافي” من خلال قراءة في كتاب “نساء في غرفة فرجينا وولف” للكاتبة الكويتية سعاد العنزي.
من جهته، يثير كتاب “هلْ نحتاجُ إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟” الذي قام بتحريره الدكتور محمـد زرّوق، الأسئلة القديمة حول الإنسان والوجود، في ظل التحولات العلمية والجيوسياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم من حولنا، أما الإجابات فقد قدمها عدد من الفلاسفة والمفكرين والباحثين العرب.
يمثل كتاب “مراوغات غير متوقَّعة: عن مارادونا، والأدب، وكرة القدم” محاولة جادة لردم الهوة المصطنعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم.
تضمن هذا الكتاب مشاركات لكوكبة من الباحثين والدارسين الذين قدموا أوراقًا علمية، قام بجمعها وتحريرها سليمان المعمري (سلطنة عُمان)، وتحدث كل من: حسن مدن (البحرين)، وسيد محمود ومحمد الفولي (مصر)، وسليمان المعمري ومنى حبراس (سلطنة عمان)، باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني.
كما تضمن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني أمير تاج السر، بعنوان «الحياة الثقافية في وسط الكرة».
في حين يوفِّر كتاب “مهمّةُ المترجم” ترجمة ثلاثية متعددة الوجوه لمقالة نظرية وفلسفية دقيقة، كتبها الفيلسوف والناقد والمترجم الألماني “فالتير بنيامين” (1892-1940)، سنة 1921، وهي مقالة تضطلع بمكانة متميزة في الثقافة العالمية الحديثة، إذ تُرجمت مرات عديدة إلى لغات عدة، لأنها نص نظري وفلسفي دقيق فيما يخص الترجمة ومهمة المترجم بصفة خاصة.
وقد ترجمها من الألمانية والإنجليزية والفرنسية، الأستاذ الدكتور أحمد بو حسن (المغرب) وراجعها الدكتور رضوان ضاوي (المغرب). وبيّن بو حسن جانبًا من أهمية الكتاب بالإشارة إلى أنه قدم فيه “ترجمة ثلاثية متعددة الوجوه لنص فلسفي شديد الصعوبة”، مؤكدًا أن إعادة ترجمة هذا النص وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته تتيح فهمًا مضمونيا أقرب إلى المعنى الأصلي.
كما يُتيح كتاب “التّوغلُ داخل المغرب المظلم… يوميات رحلة فنان سويسري 1858م” تتبعًا لرحلة الرسام السويسري فرانك بوكسر، التي اتجه فيها إلى فاس انطلاقًا من طنجة، مصورًا ملامح من المشهد الثقافي والاثنوغرافي للمغرب، وموثقًا تجاربه وتفاعلاته مع الثقافة المغربية.
تكمن أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضـوان ضـاوي (المغرب)، في أنه يقدم لدارسي الأدب المقارن والدراسات الثقافية والاثنوغرافية وأدب الرحلات، نصًّا اثنوغرافيًا سويسريًا مكتوبًا باللغة الألمانية في أصله، في ظل أن القارئ العربي كان يكتفي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب.
ويتأمّلُ كتابُ “الفن والتأويل: دراسات
نقدية في الفن التشكيلي العُماني” الذي حرّرته وراجعته الدكتورة فخرية اليحيائية
(سلطنة عمان)، المُنجَز الفني العُماني، الحديث والمعاصر، وفق مناهج ومداخل تهدف
إلى فحص ظواهرِه في تناميها التاريخي، وفي علاقتها بالجاري على ساحة الفن العالمي.
ويشكّل الكتاب إضافة جديدة في قائمة
الدراسات النقدية الفنية، إذ يضمّ الكتابُ ثلاث دراسات لباحثين معتبَرين في تاريخ
الفن والنقد الفني، الأولى بعنوان “النحت العُماني والمغربي: مقاربة جمالية
في المشابهة والاختلاف” للناقد الفني إبرهيم الحيسن (المغرب)، والثانية
بعنوان “الفن العُماني: تأويلات التلاقي والتقاطُع في سياق الفن
العالمي” للفنان والناقد الفني الدكتور ياسر منجي (مصر)، والثالثة بعنوان
“الفـن والتأويـل” للفنان والناقد السوري طلال معلّا.
يسبر كتاب “مناديل لأجنحةِ الفراشةِ” الذي راجعت الدراساتُ المتضمنة فيه وحررته الدكتورة فخرية اليحيائية (سلطنة عُمان)، أغوار الفن التشكيلي العُماني، واضعًا هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خارطة الفن العربي، ونقله عبر مناطق تلقٍّ جديدة، من خلال إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتيها العربية والعالمية.
من جهة أخرى، يتوقف كتاب “شعريّة اللّغة في القصّة العُمانيّة القصيرة”، للباحثة العُمانيّة خالصة السعدية، عند محاولات الجيل الجديد من كتاب القصة العُمانية القصيرة لتطوير لغة كتابتهم، التي اتخذت صورة شعرية في بعض المجموعات.
الكتاب نفسه، تكمن أهميته في كونه أولى الدراسات التي تتناول موضوع شعرية اللغة في القصة القصيرة العُمانية بشيء من التفصيل، وقد غطت فيها الباحثة الموضوعات التالية: الشعرية وحضورها في القصة العُمانية القصيرة، ولغة العتبات، ولغة الأسلوب، ولغة الصورة الشعرية.
يضم كتاب “أراجيح تتأمّل صورتها في النبع” مجموعة من الدراسات المتعلقة بالنتاج الثقافي الموجّه للطفل، تتناول الفضاء السردي في القصة الموجهة للطفل، والقصص الموجهة للأطفال من الأشخاص ذوي الإعاقة، وصناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية، والمبادرات الثقافية الموجهة للطفل، ومسرح الطفل العماني بين بواكير النهضة وتأكيد الحضور.
ضمّت قائمة المشاركين: خلود البوسعيدية (سلطنة عُمان)، ونورة الهاشمية (سلطنة عُمان)، والدكتور محمود كحيلة (مصر)، ومحمد القاسمي (سلطنة عُمان)، ويونس المعمري (سلطنة عُمان)، وليلى عبدالله (سلطنة عُمان)، ومحمد الغزي (تونس)، وشيخة الفجرية (سلطنة عُمان).
وقالت الدكتورة منى حبراس، المديرة العامة لمؤسسة بيت الزبير، بمناسبة صدور هذه الكتب: “إن هذه الإصدارات تصدر عن مؤسسة بيت الزبير لتضيف لَبِنات أخرى في رصيد الإنتاج المعرفي الذي سعت المؤسسة إلى مراكمته منذ سنوات، حتى بلغت تلك الإصدارات مجتمعة نحو 40 كتابًا في حقول ثقافية متنوعة، ما بين أدب، وفكر، وترجمة، وأدب رحلات، ودراسات ثقافية، وأدب طفل، ومنجز فلسفي، ونقد فني”.
وأضافت أن هذه الإصدارات تسد فجوة مهمة في المكتبتين العمانية والعربية؛ نظرًا لشح الإصدارات غالبًا في المجالات المعرفية التي اشتغلت عليها، وشارك فيها باحثون وكتاب أسهموا بفكرهم وجهدهم فرادى ومجموعات في صنع هذا الأثر.
/العُمانية/
عُمر الخروصي