ابتكار شريحة دماغية مرنة لعلاج مشكلات ضعف السمع

ابتكار شريحة دماغية مرنة لعلاج مشكلات ضعف السمع

جنيف في 21 أبريل /العُمانية/ تمكّن علماء من قارة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من تطوير شريحة إلكترونية مرنة، قابلة للغرس في الدماغ، بهدف المساعدة في علاج المشكلات المرتبطة بضعف السمع.
وأعلن معهد لوزان للعلوم التطبيقية في سويسرا في بيان له عن نجاح فريق علمي من المعهد، بالتعاون مع علماء أمريكيين، في تطوير شريحة مرنة تتكون من أقطاب كهربائية دقيقة، يمكن توصيلها بالجزء المسؤول عن السمع في دماغ الإنسان.
من جانبها، أوضحت ستيفانيا لاكور، الباحثة في معهد لوزان السويسري، أن الابتكار يتمثل في غرسة دماغية مرنة تُثبّت في جذع الدماغ، وتسهم في تطوير أنظمة متقدمة لاستعادة السمع لدى المرضى الذين لا يمكنهم الاستفادة من القوقعة الاصطناعية لأسباب طبية، مشيرة إلى نجاح اختبار هذه الشريحة على حيوانات مثل “قرود المكاك”، مما يمنح فرصة كبيرة للانتقال بهذه التقنية إلى مرحلة الاختبارات السريرية على البشر لعلاج مشكلات السمع المختلفة.
وبيّنت لاكور أن الأطباء استخدموا خلال العقود الأربعة الماضية ما يُعرف بعمليات زراعة القوقعة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، حيث تعتمد هذه العملية على أجهزة تقوم بتحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية تنتقل عبر الأقطاب الكهربائية إلى قوقعة الأذن الداخلية، ليتم قراءتها بواسطة الخلايا العصبية السمعية. ومع ذلك، لم تكن هذه العمليات ناجحة لدى بعض الأشخاص، وهو ما دفع العلماء لسنوات طويلة إلى العمل على تطوير شرائح إلكترونية قادرة على الاتصال مباشرة بالدماغ لعلاج مشكلات السمع.
وأضافت أن العلماء في معهد لوزان، بالتعاون مع زملائهم الأمريكيين، تمكنوا من تطوير أقطاب كهربائية وموصلات مرنة تعتمد على أغشية رقيقة من البولي إيميد والبلاتين، تتميز بقدرتها على تكييف شكلها لتتلائم بدقة مع تلافيف دماغ كل مريض على حدة. وقد قام الفريق بصنع نماذج أولية من هذه الشرائح، تضم كل شريحة 11 قطبًا كهربائيًا دقيقًا يبلغ سمكه سُمك شعرة الإنسان، وتم زرعها بنجاح في جزء من جذع دماغ حيوانات قرود المكاك المسؤول عن حاسة السمع.
ولاختبار فعالية الشريحة الجديدة، قام العلماء بتوصيلها بجهاز كمبيوتر يولد مجموعات محددة من الإشارات الكهربائية التي جعلت القرود تسمع أصواتًا غير موجودة في الواقع.
وأظهرت الملاحظات اللاحقة أن الحيوانات سمعت هذه الأصوات بوضوح واستجابت لها بشكل طبيعي. وفي الوقت نفسه، لم تُظهر الحيوانات أي علامات تدل على شعورها بأي إزعاج أثناء عملية زرع الأقطاب الكهربائية لفترة طويلة في أدمغتها. وبناءً على هذا النجاح الواعد، يأمل العلماء أن يسمح لهم ذلك ببدء اختبار تجريبي لهذه التقنية على متطوعين بشريين في المستقبل القريب.
/العُمانية/

مصعب