صحاري تعج بالحياة في معرض بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس

صحاري تعج بالحياة في معرض بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس

باريس في 4
مايو /العُمانية/ تستضيف قاعة العروض الكبرى في متحف التاريخ الطبيعي في العاصمة
الفرنسية باريس معرضًا حول الصحاري في العالم والتناقضات التي تحملها تلك الأراضي
القاحلة. وبعيدا عن فكرة الفضاءات الفارغة والخالية من الحياة، يظهر المعرض الذي
يحمل عنوان “الصحراء” الصحاري في شكل عوالم يتكيف فيها الأحياء، من أجل
البقاء، بشكل مثير للإعجاب.

ويمكن للزائر
استكشاف العائلات الصحراوية الكبيرة على ظهر الأرض وقدرات التكيف الاستثنائية لدى
الحيوانات والنباتات والبشر. ووضح مصمم التظاهرة، ديديا جيليان-لافاريار، أن
الفكرة من المعرض تمكن في الانطلاق من صورة الجمل بين كثبان الرمال مع قافلة من
الطوارق لإقناع الجمهور بأن الصحراء ليست هذا المشهد فقط وإنما مجموعة متنوعة من
التضاريس تعج بالحياة والنشاط.

ويقدم متحف
التاريخ الطبيعي الصحاري في جميع أشكالها سواء منها تلك الحارة مثل الصحاري
الإفريقية أو الخليجية أو تلك الباردة ذات درجات الحرارة المتقلبة خلال السنة مثل
صحراء “غوبي” أو الصحاري القطبية التي لا يعتبرها البعض مناطق صحراوية.
وقال ديديا جيليان-لافاريار إن المعيار الذي يجمع كل هذه الأشكال من الصحراء هو
الجفاف الناجم عن نقص دائم للماء.

وأشار مصمم
المعرض إلى أن نقص الماء لا يقاس بمصادره المتوفرة في فترة محدودة من السنة مثل
تساقط الثلج في جرينلاند أو الأمطار في وسط أستراليا، وإنما بكونه بعيدا عن متناول
الأحياء لأنه إما يتجمد بسرعة أو يتبخر بسرعة. وإذا كان البشر يواجهون أكبر المشاكل
للعثور على الماء والصمود في وجه هذه الظروف، فإن المعرض يقدم قائمة حقيقية للحياة
في الصحاري والحيل العبقرية التي يطورها الأحياء لمواجهتها مثل التخفي في مناطق لا
نباتات بها وتقنيات تلطيف الأوقات الحارة وإنشاء مخزونات للماء.

ومن الأمثلة
المثيرة الواردة في المعرض نماذج من البوم الحفار الذي يحتمي تحت الأرض والثعالب
البيضاء ذات الصوف المتغير أو طيور البطريق الامبراطور التي تشكل سلاحف حرارية
جماعية. وفي جانب البشر، هناك الطوارق الرحالة في الصحراء أو شعب
“إينوي” في جرينلاند الذين طوروا مساكن متنقلة مثل الخيم المصنوعة من
مواد خفيفة وقابلة للتفكيك أو الزلاجات المغطاة بفراء ثور المسك.

ومن جهة أخرى،
يظهر المعرض كيف تتطور الصحاري تحت ضغط التغيير المناخي، حيث تذوب الصحاري القطبية
وتختفي أجزاء من مساحتها في حين تتوسع الصحاري الحارة باتجاه المناطق المعتدلة.
ويقدم الحدث إشادة خاصة بالرحالة الفرنسي تيودور مونو، المتخصص في الصحراء، من
خلال مقولته التي تختزل روح المعرض: “الصحراء جميلة، وهي لا تكذب، هي نظيفة.
ويجب التعامل معها باحترام”.

/العُمانية/

معروف ولد أداع