قضايا وآراء في الصحافة العالمية

قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 5 مايو /العُمانية/ تابعت
وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية
عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالتهديدات التي تواجه الأمم المتحدة في عهد
ترامب، وأسباب إخفاقات الحوكمة العالمية بالإضافة إلى هوس إسرائيل بفرض الهيمنة
على الشرق الأوسط.

فمؤسسة “بروجيكت سينديكت”
نشرت مقالًا بعنوان: هل ستنجو الأمم المتحدة من عهد ترامب الثاني؟ بقلم الكاتبة
“جاياتي غوش” وهي أستاذة الاقتصاد بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، ورئيسة
مشاركة للجنة المستقلة لإصلاح ضرائب الشركات الدولية.

ويتناول المقال التهديدات التي تواجه
الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تشير تصرفات إدارته
السابقة والحالية إلى رفضها للنظام متعدد الأطراف، مما قد يقوّض دور المنظمة
الدولية ويُعرضها لأزمات مالية وسياسية.

واستعرضت الكاتبة مواقف ترامب من الأمم
المتحدة ومعارضته القرارات الدولية.

حيث عارضت الولايات المتحدة تحت قيادة
ترامب قرارات أممية تبدو غير مثيرة للجدل، مثل إعلان “يوم التعايش
السلمي” وتأكيد حق التعليم للجميع، بحجة رفضها “أجندة 2030 للتنمية
المستدامة”.

كما صوّتت واشنطن ضد هذه القرارات مع
حليفتيها (إسرائيل والأرجنتين)، بينما أقرتها أغلبية الدول.

وأشارت الكاتبة إلى أنه خلال ولايته
الأولى، سحب ترامب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس
للمناخ، مما يُنذر باحتمال انسحاب أوسع من الأمم المتحدة.

ووضحت أن الولايات المتحدة تعد أكبر
ممول للأمم المتحدة (18.1 مليار دولار في 2022)، لكن إدارة ترامب قد تخفض
الإسهامات أو توقفها، مما يُعرض المنظمة لأزمة مالية، خاصة في برامج حيوية مثل
الأغذية واللاجئين.

وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة لهذه
التصرفات، ترى الكاتبة أن انسحاب أمريكا قد يؤدي إلى إضعاف النظام الدولي، لكنه قد
يدفع دولًا أخرى لتعزيز التعاون دون واشنطن.

وتشير الكاتبة في هذا السياق إلى أن
غياب الولايات المتحدة، التي غالبًا ما عرقلت قرارات أممية، قد يفتح الباب أمام
إصلاحات أكثر تقدمًا في المنظمة.

ومن وجهة نظرها، فإن التحديات العالمية
(مثل المناخ وعدم المساواة) تتطلب حلولًا جماعية، وأن انسحاب ترامب قد يُحفز دولًا
أخرى على ملء الفراغ.

كما تؤكد على أن النظام الأممي الحالي خدم
مصالح النخب، لذا فإن الأزمة قد تكون فرصة لإعادة هيكلته لصالح الشعوب وليس
الحكومات فقط.

ورغم المخاطر التي يشكلها ترامب على
الأمم المتحدة، فإن الكاتبة تُبدي تفاؤلًا حذرًا بإمكانية قيام تحالفات دولية
جديدة، مشددةً على أن التضامن العالمي ليس خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل ضرورة وجودية
في مواجهة التحديات العابرة للحدود.

وفي سياق متصل، نشرت ذات المؤسسة
تساؤلًا للكاتبة “أنتارا هالدار” مفاده: لماذا لا تنجح الحوكمة
العالمية؟

وأشارت الكاتبة في بداية مقالها إلى أن
الأمم المتحدة تأسست في عام 1945 لضمان الأمن الجماعي ومنع الحروب، ولكن بعد 80
عامًا، تواجه البشرية أزمات وجودية مثل تغير المناخ وانهيار الثقة في المؤسسات.

وترى أن المشكلة الأساسية هي أن الأمم
المتحدة تعمل بمنطق قديم يركز على سيادة الدول القومية، بينما التحديات الحالية –
كالاحتباس الحراري والأوبئة – لا تعترف بالحدود.

واستعرضت الكاتبة، وهي أستاذةٌ مشاركةٌ
في الدراسات القانونية التجريبية بجامعة كامبريدج، إخفاقات الأمم المتحدة وتتمثل في: “الهيكل البالي” على حد وصفها حيث إن مجلس الأمن يعكس توازنات القوى
بعد الحرب العالمية الثانية، مما يعيق التحرك الفعال.

ويتمثل الإخفاق الثاني في
“البيروقراطية وضعف الأداء، إذ فشلت في منع النزاعات أو تحقيق عدالة حقيقية
للدول النامية، بالإضافة إلى عجزها عن مواكبة التحديات العابرة للحدود مثل تنظيم
الذكاء الاصطناعي أو الأزمات المالية العالمية.

وأكدت الكاتبة على أن الحوكمة العالمية
لا تنجح لأن مؤسساتها، مثل الأمم المتحدة، لا تزال تعمل بمنطق القرن العشرين
القائم على الدولة القومية، بينما التحديات الحالية (كالتغير المناخي، الأوبئة،
الذكاء الاصطناعي) عابرة للحدود وتتطلب حلولًا كوكبية.

وترى الكاتبة أن الأمم المتحدة عاجزة
هيكليًا عن التعامل مع المشاكل العالمية المعاصرة.

وتنتقد الكاتبة النظام القائم ولكنها
تقدم رؤية إصلاحية تستند إلى نماذج عملية وتفكير مبتكر، مؤكدة على أن مستقبل البشرية
يتطلب تجاوز الحدود التقليدية.

ودعت إلى إصلاح جذري يستلهم نماذج مثل
الاتحاد الأوروبي، مع تبني رؤية جديدة تعترف بالترابط البشري وتعزز الحوكمة متعددة
المستويات (عالميًّا، وإقليميًّا، ومحليًّا).

وشددت على ضرورة إعادة تخيل الحوكمة
العالمية لتكون أكثر مرونة وشمولًا، مع انتقال من منطق الدولة القومية إلى نموذج
يعكس واقعنا المتشابك.

وتعتقد أنه بدون هذا التحول، ستظل
المؤسسات الدولية عاجزة عن مواجهة التحديات المصيرية للقرن الحادي والعشرين.

من جانب آخر، نشرت صحيفة “ديلي
صباح” التركية مقالًا بعنوان “هوس إسرائيل بكونها القوة الوحيدة في
الشرق الأوسط”

بقلم الكاتب “حيدر أوريش”
وهو طالب دكتوراه في معهد الشرق الأوسط بجامعة ساكاريا التركية، وخبير في شؤون
الشرق الأوسط.

يتناول المقال سياسة إسرائيل الرامية
إلى فرض هيمنتها العسكرية والتكنولوجية في الشرق الأوسط، مع تركيز خاص على سعيها
الدؤوب لمنع أي دولة أو فاعل إقليمي من امتلاك قدرات تهدد تفوقها النوعي، سواء عبر
الضغوط السياسية أو الهجمات العسكرية.

ويرى الكاتب أن إسرائيل تعتمد على
استراتيجية “التفوق العسكري النوعي” لضمان بقائها القوةَ الأقوى في
المنطقة، مستغلةً الدعم الغربي (خاصة الأمريكي) لتحقيق ذلك.

ويشير إلى أن هذه السياسة تتجاوز مجرد
الدفاع عن النفس إلى فرض هيكلة أمنية إقليمية تخدم مصالحها حصريًّا، مما يُهدد
استقرار المنطقة.

ووضح الكاتب أن أدوات التفوق
الإسرائيلي تكمن في الترسانة النووية إذ تمتلك إسرائيل أسلحة نووية (رغم عدم
اعترافها الرسمي) منذ الستينات، مما يجعلها القوة النووية الوحيدة في
المنطقة.

وقد هاجمت منشآت نووية في العراق في
عام 1981 وسوريا في عام 2007، وضغطت لعزل إيران نوويًّا.

أما الأداة الأخرى بحسب الكاتب فهي
التكنولوجيا العسكرية المتقدمة حيث تحصل إسرائيل على أحدث الأسلحة من الولايات
المتحدة (مثل طائرات F-35)،
بينما تمنع دولًا أخرى من الحصول عليها.
كما تُحافظ على التفوق الجوي المطلق، حيث تمنع دولًا مثل سوريا ولبنان من
امتلاك أنظمة دفاع جوي فعالة.

بينما تتمثل الأداة الثالثة في الضغط السياسي، حيث
تستخدم إسرائيل اللوبيات المؤيدة لها في الغرب لفرض عقوبات على منافسيها وتقوم
بإعاقة مشروعات الطاقة النووية السلمية لبعض الدول بذرائع أمنية.

وحول انعكاسات السياسة الإسرائيلية على
المنطقة، بين الكاتب أن هذه السياسات تهدف إلى إضعاف الجيران حيث تحرص إسرائيل على
ألا تمتلك دول الجوار أسلحة متطورة، مما يحوّلها إلى قوى عاجزة عن مواجهة أي عدوان
إسرائيلي، بالإضافة إلى تأجير الصراعات إذ تهيمن على البنية الأمنية الإقليمية،
مما يُعمّق عدم الاستقرار ويُبقي المنطقة ساحةً للصراع.

وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن
هوس إسرائيل بالتفرد العسكري يُعمّق انعدام الثقة في المنطقة، ويجعل السلام
مستحيلًا دون موازنة القوى. فإما أن تقبل إسرائيل بوجود شركاء أقوياء، أو ستستمر
في دفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد.

/العُمانية/

أحمد صوبان