مقامُ الشّهيد” والمتْحَف الوطني للمجاهد يرويان صفحاتٍ مُشْرِقَةً من تاريخ الجزائر

مقامُ الشّهيد” والمتْحَف الوطني للمجاهد يرويان صفحاتٍ مُشْرِقَةً من تاريخ الجزائر

الجزائر في 5 مايو/ العُمانية/ يروي المعْلمُ الجزائريُّ
الذي يحوي كُلًّا من مقام الشهيد والمتحف الوطني للمجاهد والذي قام بزيارته حضرةُ
صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / اليوم صفحاتٍ
مُشْرِقَةً من تاريخ الجزائر، فقد تم تشييده تخليدًا لجهاد الشّعب الجزائري
ومقاومته ضد الاستعمار الخارجي، ودُشّن رسميًّا بتاريخ 5 يوليو 1982م بمناسبة مرور
الذكرى الـ 20 لاستقلال الجزائر.

وقد تمّ اختيار
هضبة الحامّة لبناء هذا المعلم لاعتبارات تاريخيّة واستراتيجيّة، كونها تطلُّ على
نواحي مدينة الجزائر ممّا جعل الجزائرييّن، فيما مضى، يتّخذونها مرصدًا لمراقبة
النشاط الملاحي وسواحل المدينة، كما أنّها شهدت معارك ردّ الحملة الصليبيّة التي
قادها شارلكان على الجزائر، بتاريخ 23 أكتوبر 1541م.

ويتربّع مقامُ
الشهيد على مساحة هكتار واحد، وهو من تصميم الفنان التشكيلي الجزائري، بشير يلس
(1921/2022م)، ويتكوّن من قسْمين؛ قسمٌ علويٌّ، تمّ تشييدُه في شكل ثلاث سُعفات،
يبلغُ طول كلّ واحدة 97 مترا، تتعانق عند ارتفاع 45 مترًا في بناء أُسطوانيّ ينتهي
بقبّة، ثمّ تتفرّعُ لتنتهي عند ارتفاع 92 مترا.

كما تتوسّطُ
الفراغ بين السعفات الثلاث منصّةٌ مخصّصةٌ للترحُّم على أرواح الشهداء، وينتصبُ
على الجانب الخلفي لكلّ سعفة تمثالٌ برونزي ضخم يرمز الأوّل للمقاومة الشعبيّة،
ويرمز الثاني لجيش التحرير الوطني، في حين يرمز الثالث للجيش الوطني الشعبي. أمّا
الجانب السُّفليّ، فيضمُّ المتحف الوطني للمجاهد، وهو يأخذ شكل أروقة تحيطُ بقبّة
الترحُّم، خُصّص معظمُها للعرض، والباقي للملاحق الإدارية والخدماتيّة الأخرى.

ويؤكد صلاح
الدين رانم، المستشارُ الثقافيُّ بالمتحف الوطني للمجاهد في تصريح، لوكالة الأنباء
العمانية، بالقول : يقومُ المتحفُ بالعديد من المهام، أهمُّها استرجاعُ الوثائق
والمقتنيات المتحفيّة، وترميمُها، وحفظها وعرضُها، وجمع الشهادات الحيّة المتعلّقة
بالحركة الوطنية ، وتصنيفها، وحفظها، واستغلالها، وإنجاز برامج البحث في مجالات
علم المتاحف والمشاركة في أعمال الباحثين والهيئات الوطنية والأجنبية، وجمع
المراجع وتبادل المعلومات العلميّة والتقنيّة، وإصدار المجلات والنشريات والكتب
وإنجاز وسائل الإسناد السمعيّة والبصرية، والإسهام في إحياء الأعياد والأيام الوطنية
ومختلف المناسبات التاريخيّة، وتنظيم ندوات وملتقيات وأيام دراسيّة وإقامة معارض
دائمة ومتنقّلة عبر الوطن وخارجه”.

وأضاف أن المتحف
يتكون من مدخل رئيس يُقابلُ الزائرَ، بعده مباشرة، واجهةٌ مخصّصةٌ للمعارض
الدوريّة، تليها أجنحةٌ مخصّصةٌ للعرض، وهي مرتّبة بالشّكل التالي: جناحُ المقاومة
الشّعبيّة (1830/1919م)، وجناح السياسة الاستيطانيّة للاستعمار، وجناحُ الحركة
الوطنيّة (1919/1954م)، وجناحُ الثورة التحريريّة (1954/1962م)”.

وفي جناح
المقاومة السياسيّة (1919/1954م)، يتعرّفُ الزائرُ على مختلف الاتّجاهات السياسيّة
التي شكّلت الحركة الوطنيّة الجزائرية وظهرت مباشرة عقب المقاومة الشعبيّة،
وتمثّلت في الاتجاه الاستقلالي، والإصلاحي، والاندماجي، ووثائق وصور تُبيّن مسار
الحركة الكشفيّة، وعملت على غرس الروح الوطنيّة وترسيخ القيم الأخلاقيّة لدى
الشباب الجزائري.

أمّا جناحُ الثورة
التحريريّة (1954/1962م)، فيضمُّ الكثير من الوثائق والصُّور والمخططات والخرائط،
إضافة إلى نماذج من أسلحة جيش التحرير الوطني. وتنتهي أجنحة المتحف بقُبّة الترحُّم التي هي عبارة عن تُحفة
معماريّة بديعة ذات طابع إسلامي تُزيّنُ جدرانَها آياتٌ قرآنيّةٌ منقوشةٌ ومذهبّة،
ويصدحُ داخلها صوتُ تلاوة مستمرّة للقرآن الكريم.

وتتوسّطُ
القُبّة صخرةٌ مُضاءةٌ ترمزُ إلى تلاحم الشّعب الجزائري وصموده، وتُذكّرُ بمعاقل
المجاهدين الأحرار، يعلوها مكانٌ مُضاءٌ خُصّص لوضع السّجل الذهبيّ للمتحف.

/العُمانية/

نبيل الهادي / ميلود بن عمار